أرقام تقصم ظهر الأسرة السعودية

سولت لي نفسي وليتها استراحت ولم تسول لي بالذهاب لشراء مقاضي البيت لشهر كامل من مستودعات الجملة …

أخذت من الراتب ما كنت أظن أنه يكفي واستبقيت منه إيجار البيت وقيمة فاتورة الكهرباء التي حل موعد سدادها ودار الحوار مع أم العيال بماذا نبدأ هل نبدأ بسوق الأغنام أم بمستودعات الجملة؟

أجمل القرار على البدء بشراء المواد الغذائية وبعدها نتجه لسوق الغنم وكان عليًّ أن أخترق الطوابير المتراصة للوصول إلى المحاسب الذي أمللت عليه طلبات أفواه وبطون الأسرة الكريمة…

وكانت الكارثة فقد طلب مني مبلغ يفوق ما حددناه لجميع الطلبات بما فيها الذبيحة …

عدت راكضاً مستجدياً أم مازن أن كان لديها {خشيشة} أكمل بها ثمن المواد الغذائية ولكن الرد جاء سريعاً{من عند جدتي} فعدت وشطبت بعض السلع لخاطر جدت حرمي وأخذت المقسوم من القائمة وفي أثناء العودة صرخت أم مازن{أشفيك تعديت مفرق سوق أمغنم؟} قلت لها من عند جدتي…قالت العيال ما يصبروا عن اللحم قلت حتى أنا والله ولكن الدجاج رفيق الطريق ويا خوفي لا يتحول أولادي إلى دجاج من كثر ما يأكلون اللحوم البيضاء المهرمنة.

هذه صورة حقيقية لواقع السواد الأعظم من الأسر السعودية التي أغرقتها الديون والقروض كي تعيش فلا الرواتب المتدنية ولا مخصصات الضمان الاجتماعي ولا الرواتب التقاعدية كفيلة بتغطية 30% من احتياجات الأسرة الضرورية

في ظل هذا الغلاء المستعر للمواد الاستهلاكية فالمواطن البسيط لم يعد يفكر كيف يبني مسكناً لأسرته بل ولا كيف يجدد أثاث بيته أو يرمم مسكنه فهمه ينصب في كيفية تأمين لقمة العيش لأسرته

فلنفترض أن الراتب المتوسط للموظف 6000 آلاف ريال فكيف نوزع هذا الراتب على المواد الغذائية التي تحتاجها الأسرة على مدار الشهر والتي يكون متوسط كمياتها لمن أسرته بين 5 و8 أشخاص فقط على النحو التالي ؟

2000 قيمة ذبيحتين للثلاجة +230 كرتوني دجاج حجم 1000غرام+200 كيس أرز+175سكر+50 شاي+ 200قهوة بن ومشتقاتها+50 دقيق بر+30دقيق أبيض+1000أجبان ومعلبات وحليب وبيض+300مستلزمات طبخ وغاز +1000 محروقات للسيارة +500مكالمات الجوال+300 استهلاك كهرباء +500ماء صالح للشرب+500فسحة للطلاب+200منظفات+1000إيجار سكن+الحالات الطارئة كالضيوف والحوادث والأمراض والمستشفيات الخاصة والأدوية وأعطال السيارة والمكيفات والأجهزة المنزلية وغيرها من الأمور الطارئة التي قد تتجاوز مصروفاتها أضعاف الراتب …

أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا من الذي يملك قرار إيقاف هذا الغلاء وبالتالي يوقف نزيف المعاناة من عقل وقلب المواطن البسيط وينقذه من إستغلال البنوك لحاجته حتى أصبح حجم القروض البنكية على كاهل متوسطي الدخل يفوق {65}مليار ريال ما ينذر بكارثة إقتصادية وإجتماعية محلية قادمة فالظروف المعيشية التي يعاني منها المواطن قد أفرزت الكثير من المشاكل الأسرية والإجتماعية وستفرز المزيد ما لم يتم التصدي لها قبل أن يتسع الخرق على الراقع.>

شاهد أيضاً

سكر الأجاويد في نهار رمضان

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com