دفن البنات من المكرمات ..!

ماذا يحصل للمرأة ؟ لا عضو في المجلس البلدي الموقر .. ولا بائعة مواد غذائية. ولا حتى عضو في نادي الأدب والثقافة ! لماذا هي خارج النص دائماً ؟ لماذا هذه الوصاية الآدمية الذكورية؟! ليست في المجلس البلدي لأنها لم تستوف الشروط . دون معرفة الشروط! أفيدونا ــ يا رعاكم الله ــ ما هي الشروط ! بينما منعت من البيع كاشيرة درءاً للفتنة ! أي ُفتنة ؟ ببساطة المرأة ليست في دائرة الضوء مجدداً ولن تكون . والسبب في اعتقادي هي انعدام الثقة.. يريدونها متسولة وخاملة بدلا من نافعة عاملة ! وطبعا ليس كل من لم تجد وظيفة عاملة سوف تتسول بل الأمر متعلق بقوة الحاجة . القرار لم ينصف المرأة ولم يقف إلى جانبها . بل وقف في وجهها مباشرة . ولم يوجد لها البديل كي تسلِي خاطرها بتعويض مجز. وهنا تتضح الصورة تضاعف العمالة الأجنبية ومخاطرها الكثيرة . تصدير الملايين خارج حضن الوطن . بقاء المرأة في منزلها ” وقرنّ في بيوتكن ” في انتظار نصيب يصيب يحفظها من ذل السؤال وطلب العمل ! ومن المعروف أن مجالات عمل المرأة محصورة في مدارس البنات والمشاغل النسائية والمستشفيات.. والأخيرة شانها شأن السوبر ماركت فالمرأة بين الرجال ليل نهار ولم نرَ بأس! أما المدارس والمشاغل فالفرص فيها قليلة جداً . ولا بد لها من مؤهلات نظرية وتطبيقية للعمل . حتى عملها في بيع مستلزمات النساء فقط تمّ التضييق عليها حتى إشعار آخر ربما بعد عقود من الزمن سوف يُسمح لها بمزاولة نشاط البيع ! وكم من امرأة هي لآن عائلة ومسؤولة عن أيتام من بنات وبنين ضاقت بها السبل . بسبب الموانع والحواجز الشرعية والسياسية التي تــُشْهَر في وجه عمل المرأة ! علينا أن ندرك تغير العصر والزمن والعقول . والتفكير أيضاً. وأن نعي حقوق المرأة بما فيها تمكينها من العمل في أي مجال . للنساء حقوق وعليهن واجبات . شانهن شأن الرجال . وأن القوامة ليست إلا تكليف للرجل وليست حطّاً من قـَدْر المرأة . يبدو أننا لا زلنا بنفس النظرة التي ترى للمرأة أنها خـُلقت لدور واحد معين . بمعنى ليس لها دور سوى الإنجاب وطهي الطعام .. لا يجب أن تتحرك من دار الأب أو الزوج إلاّ إلى القبر ” ودفن البنات من المكرمات ” وفي تراثنا بيت شائع . كثيرا ما يستشهد به المستشهدون . يذهب إلى أنه ليس للمرأة من حق سوى أن تجعل الرجل ” ينام على جنابة ” من حق المرأة أن تتعلم إلى أقصى درجات التعلّم . وتمارس وجوه الإبداع الفكري والعلمي كافة .. وتكون عضواً فعّالاً في حياة المجتمع المختلفة . بدلا من حرمان عقل المرأة من كل العلوم . وفكرها من كل ثقافة . وأن يشلّوا كل ما منحها الله من طاقات وإمكانيات ومواهب .. لتبقى تمارس دوراً يتيماً يبدأ بالجنس وينتهي بالوضع ! وهو على ما يبدو نزاعٌ نفسي .. سياسي .. اجتماعي .. حضاري . حرمان المرأة من العمل كاشيرة هو امتدادٌ لحرمانها من حقوق كثيرة .. فا يا أمَة الله لستي نصف المجتمع ولا حتى ربعه في نظر البعض !

قاص وروائي asa1430M@windowslive.com

>

شاهد أيضاً

سكر الأجاويد في نهار رمضان

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com