مع بالغ الأسف أن تجد في اليوم الوطني من يُحيي ما يُسمى بـ (النتن) وهي النعرات القبلية، حيث وصفها خير من وطِئت قدماه الثرى محمد صلى الله عليه وسلّم حينما قال الكلمة الذهبية والدرة النبوية للمهاجرين واﻷنصار: (دعوها فإنها مُنتنِة).
لماذا يتعمّد البعض في إحياء مثل هذه النعرات القبيلة ويحدث فجوة وتفرقة من أجل أنه مُنتسب للقبيلة الفلانية، ألم يجمعنا دين واحد ووطن واحد ومليك واحد…!
اسمحوا لي أيها الإخوة القراء أن أؤكد للجميع بأن جُلّ القنوات الفضائية أحيت هذه الظاهرة النّتنة، وقامت على إحيائها من جديد بعدما خمدت سنوات طوال، ولا ضير في تكاثرها لأنها وجدت البيئة المناسبة والأشخاص القائمون عليها…!
إنني أتعجب من نقاشات جانبية حول مثل هذه العصبيات القبلية في بعض المجالس واللقاءات وتجدها بين نُخب مثقفة والبعض منهم مربي أجيال، ولكنها مع الأسف تحث على التفرقة بين فلان وعلاّن لأنه من القبيلة الفلانية…!
لا زيادة على ما قال الشاعر في بيتين مختصرين:
الناس من جهة التمثيل أكفاء أبــــوهــــم آدم والأم حــــواء
فإن يكن لهم من بعد ذا نسب يفاخرون بـه فالطـين والمـاء
إن العاملين على خلق النزعة القبلية والنعرة القبلية من خلال المدح المفرط في ماضي القبيلة وتمجيد غزواتها في القتل والنهب والاعتداء يدمرون بذلك التوجه للبناء الاجتماعي والتلاحم الوطني وتغليب مصلحة الوطن على مصلحة القبيلة…!
إن الحلول الناجعة لتخليص القبيلة من ذلك الشحن والدفع إلى التعصب يكمن في تنمية الوعي لدى أجيال الشباب من القبائل وإسقاط التفرقة بين شرائح القبيلة وإزالة المتاجرين بالماضي والعاملين على تكريسه من بعض رؤوس القبائل للمحافظة على مصالحهم.
يجب توحيد الصف في مثل هذا الأيام الوطنية، ونستفيد منها كي تجعلنا نقترب من بعضنا البعض وتتآلف فيها القلوب على محبة هذه البلاد الطاهرة والمباركة والتي يفدها الناس من كل أقطار العالم.
أختم مقالي المتواضع بهذه الآية الكريمة:
قال الله تعالى: (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).
* كاتب صحفي وإعلامي>