كثرت في الأونة الأخيرة مشاهد العنف عند أبواب المدارس وفي الطرقات، بشكل أصبح يشكل قلقاً مزعجاً لأولياء أمور الطلاب، وللتربويين، خاصة وبعد أن أخذ العنف أشكالاً خطيرة بين الطلاب، وتشكلت عنه التحزبات، أو أن العنف كان نتيجة طبيعية للنعرات والتحزبات التي يذكيها التعصب والجهل، والعصبيات المتخلفة، حتى لم يسلم منه طلاب أبرياء، وأنا أخطُّ لكم هذه المقال، كنت قفلت للتو من مشهد مخيف لمجموعات من الطلاب عند باب إحدى المدارس، وقد اشتبك بعضهم مع بعض، خاصة وأن الفترة التي تعقب خروج الطلاب من قاعات الاختبار تكون نفوس بعضهم مشحونة بمشاعر قلق، أو خوف أو فرح مما جرى داخل القاعة أثناء الاختبار، المخيف في الأمر أن جرأة بعض الطلاب قد وصلت لاستعمال الأسلحة البيضاء أو النارية، وقد حدثت قصص كثيرة انتهت بنهايات مأساوية، وكان إن لجأ بعضهم لاستعمال سيارته في إلحاق الأذى بمن يريد الاعتداء عليه، ما رأيته يجعلني أقول: يجب من بداية العام الدراسي القادم أن تتدارك وزارة التربية والتعليم، قضية تنامي العنف الطلابي والذي وصل إلى حد أن يطول المعلمين وسياراتهم وممتلكاتهم، وتعمل على توجيه مدارسها، بضرورة تفعيل دور الإشراف اليومي والمناوبة، وتذكر بأهمية مايجب أن يقوم به المرشدون الطلابيون من دور إرشادي وتوجيهي، مع ضرورة حضورهم الإشرافي عند انصراف الطلاب، حتى ينصرف الجميع إلى منازلهم، وتدعو مدارسها إلى توظيف الأنشطة المدرسية في معالجة السلوكيات السلبية، والقضايا التربوية، وتوجيه البرامج الثقافية والرياضية، وإذاعة المدرسة في الاصطفاف الصباحي، والمسابقات المتنوعة، من أجل بناء القيم الدينية والقيم الأخلاقية والاجتماعية، وتدعو مديري المدارس إلى أهمية تفعيل “مجلس المدرسة” والذي كان يؤدي دوراً كبيراً حينما كان يسمى “مجلس الآباء” ليحقق أهدافه، والتي من أهمها “خلق تواصل مع البيت” وتذكرهم كأباء للطلاب بما يجب عليهم نحو أبنائهم (إلم تتنبه الوزارة) لما يجري عند أبواب مدارسها، فسنجد أنفسنا كمربين وتربويين وآباء، نعاني من عنف سيتحول مع الوقت إلى سلوك إجرامي، وسنجد أننا نفقد أخلاقيات لدى جيل لن يعرف إلا “العنف كلغة للحوار، وتعبير الرأي” وكلنا يرى كيف يمارس الشباب التعبير عن فرحهم، أو غضبهم في مناسبات كثيرة رياضية ومناسبات وطنية، وسنجد أن شوارعنا تحولت إلى ساحات عراك، وتصفية حسابات، بين شباب لن تفلح جهود أسرهم ولا مدارسهم في معالجة سلوكياتهم السلبية إذا أهمل معالجتها، أو ترك أمر تربيتهم وتقويم سلوكياتهم، بسبب تخلي كثير من الأسر عن دورها التربوي، وقصر المدرسة دورها على التعليم فقط وكما قال الشاعر: ” قد ينفعُ الأدبُ الأحداث من صغر.. وليسَ ينفعُ بعد الشيبة الأدب
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
ولن يلين إذا قوّمتُهُ الخشب
ولعل الأمل كبير في أن تقوم” مراكز الأحياء” بدور تربوي تملأ فراغ الشباب بما ينفعهم، وأن يجدوا فيها ضالتهم، ويمارسوا هواياتهم، وتبني مواهبهم، ويفرغوا طاقاتهم بطريقة سليمة، وتحت رقابة مختصين من رجال التربية والتعليم، فالشباب إن لم يشغلوا بما يفيدهم فسيشغلون مجتمعهم بما لا يفيد ف “إن الشباب والفراغ والجدة.. مفسدة للمرء أي مفسدة”.>
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …