حقوقٌ على ورق ..؟!!

سأخرج عن هذا العنوان المستهلك ” هيئة حقوق الإنسان الواقع والمأمول !” وأكتب بعض ملاحظاتي على مجلة “حقوق ” التي تصدرها هيئة حقوق الإنسان. مجلة لا تصل لكل مواطن . فقط لبعض الجهات الحكومية وعلى استحياء. فيها مواضيع مختارة ” فكل يغني على ليلاه ” تتعلق بحقوق الإنسان المغلوب على أمره دائماً . الرجل المرأة والطفل .. هي حقوق دعت إليها كل الأديان السماوية والأعراف الدولية والإنسانية لحفظ حقوق البشر. ذلك الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم . هناك دول طبقتها . الغربية أعني . والنتائج رفعة الشعوب الغربية . ودول نامية تناستها وأهملتها كالدول العربية والإسلامية مع الأسف . والنتائج مخيبة لآمال الشعوب العربية ! الشكل والمضمون لهذه المجلة جيدان ، التطبيق غير جيد ، خمسٌ وعشرون مادة قوية . كل مادة تحتوي على فقرات ، الفقرات لا غبار عليها لو طُبقت . ولو وجدت قوانين صارمة ، حقوق الإنسان لدينا جاء بها الدِين الحنيف كمعاملات. ونصوص مكتوبة مفصلة فبقيت في بطون الكتب مهجورة . حقوق الإنسان لدينا هيئة ناشئة . لم نكن نسمع عنها إلا في بعض خطب الجمعة . وعلى مضض تـُلقى من بعض الخطباء بحذر شديد . مجرد كلام . كغيره من الأحاديث الكثيرة التي لا يلقى لها بالاً . ولا زالت حقوق الإنسان لدينا تحبو لم تبلغ سن الرشد والتعقل وممارسة دورها بفاعلية . فالعنف الأسري يتصاعد . وتعذيب الأطفال كثرت حالاته وأساليبه . وحرية التعبير ممنوعة . والحياة الكريمة للإنسان ليست على ما يرام . والمرأة تجد الممارسة القمعية من جهات عِدة .. كل ذلك لأن حقوق الإنسان تحولت إلى جهة رسمية شكلية كغيرها . ولم تُدعم بقوانين صارمة مانعة مُلزمة مُطبقة .. بل هيئة تحذر وتُوصي وتعقد الندوات والمؤتمرات وتنشر المجلات . حقوق الإنسان لم تفعل بالشكل المطلوب والمقنع . ولن يكون لها فاعلية . ما لم يكن هناك قضاءٌ حر ونزيه تُـنفذ أحكامه سريعاً . على الكبير والصغير وعلى صاحب المركز والمكانة. بلا محاباة . فقد وُجدت المنظومة . لكنها لم تـُوِجد القوانين والعقوبات التي تحد من هضم حقوق الإنسان . تقول المادة الحادية عشرة . الفقرة أ :” يولد الإنسان حراً وليس لأحد أن يستعبده أو يذله أو يقهره أو يستغله . ولا عبودية لغير الله ” كلام جميل . ولكن نحن عكس هذه الفقره وخاصة حين نحاول التعبير عن واقع يرفض حرية الإنسان التي خٌلق عليها ! ثم إن المادة الثالثة عشرة تقول ” أن العمل للمواطن حق تكفله الدولة والمجتمع لكل قادر عليه ” وها نحن نجد البطالة خاصة في شريحة الشباب تجاوزت نسبة مخيفة ! ما لفت انتباهي في الفقرة ب من المادة الأولى ” أن الخلق كلهم عيال الله . وأن أحبهم إليه أنفعهم لعياله ” ألا يوجد أسلوباً آخر وكلمات أخرى بدلاً من هذه الصيغة ” عيال الله ” ؟! أما الفقرة أ من المادة 23 فتقول ” أن الولاية أمانة يحرم الاستبداد فيها وسوء استغلالها تحريماً مؤكداً ضماناً للحقوق الأسياسة للإنسان ” فالله أمر بطاعة ولي الأمر العادل في رعيته ، كي يجد كل إنسان حقوقه وذلك بتوفير سبل العيش الكريم من عدل ومساواة وأمن . فالناس سواسية أمام الشرع يستوي في ذلك الحاكم والمحكوم كما نصت عليه الفقرة أ من المادة التاسعة عشرة .. لكن الواقع غير ذلك فلا يجلس ـ في الغالب ـ أمام شرع الله إلا الضعيف من الرعية وقليل ما هُـمْ ! هذه المواد وغيرها والدراسات تبقى حبر على ورق. لن تفيد الإنسان شيئاً .إلا إذا تحولت إلى وعي عام وثقافة محسوسة بدأً بالمنزل والمدرسة والشارع .. وتبقى هيئة حقوق الإنسان أمل للإنسان لنشر ثقافة الحقوق. وسَن القوانين الملزمة لكل مخالف لها مهما كان شخصه وصفته . أو أن ترضى بلقب هئية حقوق النسيان ..!

>

شاهد أيضاً

سكر الأجاويد في نهار رمضان

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com