لا ياوزارة الشؤون الاجتماعية

يقول مدير عام العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية / خالد دخيل الله الثبيتي في الوطن الأربعاء 25 ذي الحجة 1434هـ رداً على مقالي السابق المؤرخ في 1 ذي الحجة 1434هـ بعنوان ( الاجتماعية تنعي الجمعيات ) بأن قرار الوزارة إسناد الإشراف على بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية والتعاونية إلى (مراكز التنمية الاجتماعية ) يأتي لأن ( مراكز التنمية ) هي جهات حكومية تعمل بموظفين وموظفات رسميون ومؤهلون تأهيلاً علمياً ، وأن قرار الإسناد لم يكن وليد الساعة وسبقه إسناد الإشراف لمراكز متعددة من سنوات وأن جهات الإشراف الجديدة أكثر انتشاراً من جهات الإشراف السابقة ومن فوائد ذلك زيادة فرص الاستفادة من التوجيهات إلى أن قال بأن نقل ملفات الجمعيات غير صحيح وأن فهمي للموضوع غير دقيق ؟؟ فالجمعيات تحت مسؤولية مجالس الإدارات والجمعيات العمومية وفق نظامها ( ولن تتدخل جهة الإشراف بالتنظيم الداخلي للجمعيات وسيكون دور جهة الإشراف توجيه المجالس وإدارات الجمعيات وفق النظام وإيصال تعليمات الوزارة لهم ، ومساعدتهم فنياً ولن يكون هناك نقل للملفات الخاصة بالمستفيدين أو التدخل في أوضاعهم ولن يكون لمراكز الإشراف أي علاقة بالمستفيدين والمستفيدات والتنظيمات بعد تنفيذها وتفعيلها ؟؟ .

وبناءً على ما تقدم أود إيضاح الآتي :

أولاً : لم أكتب مقالي السابق ترفاً ولا عشقاً ولا حباً لاستنزاف وقتي .

ثانياً : مراكز التنمية الاجتماعية لم تقم بالدور المؤمول منها وبقيت مواقع للتنظير وإقامة الولائم وإقامة الدورات التي لا تسمن ولا تغني من جوع إضافة إلى أن إيجارات مقارها إهداراً للمال العام ؟! وهذا يعرفه المجتمع بالطول والعرض وضياع بعض الشباب والفتيات دليل على تدني مستوى أداء الوزارة وفقدان الإستراتيجية التي تحتوي النشئ وليس الحل في استصلاحهم بأخذ أموال الفقراء والأرامل والأيتام والمعوزين والفقراء لأن رائحة القرار يدل على ذلك فالدولة قد خصصت مليارات للوزارة ويجب أن تضخ في شرايين العمل الاجتماعي والخيري والاستصلاحي بشكل صحيح وليس باجتهادات ومظاهر البذخ وتخصيص بوابات خاصة للمسؤولين في الوزارة حتى لا تقع عليهم الشمس وتؤذي البشرة !!

ثالثاً : يقول مدير العلاقات بأن من يعمل في هذه المراكز الخاصة بالتنمية الاجتماعية هم من السعوديون والسعوديات وأنا لم أقل بأنهم من أثيوبيا أو المكسيك أو اليمن وأنا أحمل لهم في قلبي كل المحبة والتقدير وأدرك بأنهم من ضحايا وزاراتكم التي لا تستطيع أن تطور نفسها وترقى بخدماتها في مواطن عديدة لا يتسع المجال لشرحها ، وقد سبقني لذلك بعض الكتاب قبل فترة قصيرة .

رابعاً : إذا كان مدير العلاقات العامة ينفي بعدم النيه لسحب ملفات المستفيدين والمستفيدات فلماذا صدر قرار الوكيل للتنمية الاجتماعية برقم 101657 في 23/9/1434هـ الفقرة (د) الآتي نصها…

(تُنقل جميع الملفات الخاصة بهذه الجمعيات إلى (مراكز التنمية الاجتماعية) المحددة أمام كل جمعية ؟ (في البيان المرفق).

وما سبق هذه الفقرة أ ـــ ب ـــ ج يؤشر لسحب البساط من الجمعيات وتعريتها تماماً ، مع أن المؤشر يتجه نحو بدائية التعامل مع هذه المهام التي لازالت في نظر الوكيل تحتاج إلى دورات وورش عمل قد تجاوزتها بعض الجمعيات في المهارة والتعامل والخبرة مُنذ أكثر من أربعين عاماً وجمعية البر بأبها والجنوب النسائية خير مثال على رقي العمل واحترافيته وتميزه ، وهنا لا أرى جديد في رد مدير العلاقات العامة سواء الإصرار على تفعيل أخطاء الوزارة والمضُي قُدماً في قراراتها غير الصائبة وتثبيط العاملين في الجمعيات التي أشرت بأنها تقوم على ربط علاقات مع الداعمين لأنشطتها بقيادة علماء ومشائخ وطلبة علم ومدراء عموم ومتقاعدين ومن صفوة المجتمع وبدعم أمير المنطقة ، ومنهم من يعمل لوجه الله مُتدثراً برداء الدين والوطنية .

وعليهم بعد الله قامت الجمعيات بأعبائها ومقارها وأموالها واستثماراتها بنسبة تتجاوز 90 % .

خامساً : نؤكد لمدير العلاقات بالوزارة بأن من أسباب الرقي والتقدم والتميز لأي منشأة حكومية أو أهلية أو خيرية هو الاعتماد على قبول النقد الهادف المدعم بالحقائق والتعامل معه برحابة صدر والدفع بالإيجابيات ومعالجة السلبيات وما أكثرها في وزارة الشؤون الاجتماعية كما أن ثقافتي مستمدة أصلاً من تفويض الملك الصالح الذي علمنا أدب النقد وأدب الحوار ؟؟

سادساً : هل من المعقول أو المقبول أو المنطقي أن يُقضى على الجمعيات في عسير مثلاً بقرار مُتعجل وتُضم بكوادرها المخضرمة وباستثماراتها الضخمة إلى مركز تنمية ( ليس في أبها على الأقل ) وإنما في شرق المنطقة ويبعد عشرات الكيلو مترات عن إمارة المنطقة ، وإذا قلنا بأن الهدف ليس الدخول في أعمال الجمعيات والإطلاع على تفاصيل عملها خلقاً للازدواجية وإنما هو للإشراف على المجالس العليا لتلك والجمعيات العمومية فإن( الطامة أكبر) ؟ .

لأن المجالس وإدارات الجمعيات تخضع ( لأمراء المناطق مباشرة ) وفي عسير رئيس المجلس التنسيقي للجمعيات هو فيصل بن خالد بن عبدالعزيز فقط أمد الله في عمره ، يعني أن الوزارة تجاوزت الخط الأحمر في التعامل الحسن مع القلاع الشامخة للعمل الخيري وأصابتها في مقتل بتدخلها غير المبرر في النواحي الإدارية والفنية وحتى الإشرافية وبشكل دائم وغير مُبرر وقد يفسر هذا بأن الوزارة قد دقتها الغيرة .

سابعاً : يُحزنني أن تضخ الدولة مليارات الريالات لبعض الوزارات ومنها وزارة الشؤون الاجتماعية التي لازالت غير قادرة على الإبداع والتطوير الذي يلامس أهم شرائح المجتمع ، فالعمل لازال أقل من عادي وبالبركة يؤدى وقد لا يعرف الوزير ووكلائه بعض المناطق إلا من اسمها فقط ، لأنهم مترززين على الكراسي وتحت المكيفات … إلخ .

ثامناً : كنت أتمنى أن يزور وزير الشؤون الاجتماعية أو أحد وكلائه المجلس التنسيقي للجمعيات بمنطقة عسير وأن يبارك الجهود وأن يشكر المبدعين وأن يحضر قص الشريط للمقر الجديد برعاية وحضور الأمير فيصل بن خالد شخصياً يوم الثلاثاء 24/12/1434هـ ( وبدون دعوة ) أو برستيج الوزارة الذي سئم منه المجتمع فالبيت كما يعتقدون بيتهم ومن حقهم تملكه أو تأجيره أو غلقه؟.

أخيراً : ألتمس من المقام السامي أن تُلزم جميع الوزارات وفي مقدمتها الشؤون الاجتماعية بأن تعمل على تميز الردود للإعلام وللمواطن وللوطن بأكمله لأن الردود المخملية لا تتفق مع رؤية هرم السلطة في هذا الوطن الطاهر فالكل يعلم بأن عهد أبو متعب مطوق بالوضوح والشفافية وتقديم مصلحة المواطن والمواطنة على أي اعتبارات (خاصة الشرائح المستهدفة من المعونات ) والجهات المشرفة عليها والداعمة لها .

كما أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لأمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز رئيس المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية والذي قام بزيارة المقر الجديد للمجلس التنسيقي وافتتحه بمقر مركز الملك فهد الثقافي بالمفتاحة وبارك الجهود ووافق على قرارات من شأنها توطين ثقافة العمل الخيري ممارسة ، وسلوكاً ، وإنتاجاً ، وتطويراً ، ليس للجمعيات الأم ولا الجمعيات الفرعية لأن لديها رصيداً هائلاً وخبرات متنوعة وإنما للإدارة العامة بالمنطقة ولجميع منسوبي مراكز التنمية الاجتماعية وأدعو وزير الشؤون الاجتماعية لسرعة افتتاح (مقر للتنمية الاجتماعية في مدينة أبها) ويكون قيادياً للمنطقة ومستقلاً ليكون نواه لآمال وطموحات وزارته على أن يتدرب جميع الكوادر المنتسبين للتنمية الاجتماعية وقيادتهم في المنطقة ومساعديه في أحضان الجمعيتين المتميزتين الجمعية الخيرية بأبها والجنوب النسائية ولا مانع بعد ذلك أن يعمل الأب عند الابن والمعلم عند الطالب والمدير عند العامل وأختم بتوجيه سؤال لمفاصل القرار بالوزارة لماذا يريد مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة عسير سلب مدينة أبها من خدمات الوزارة مثال دار الفتيات الذي اقترح تشييده مشكوراً على بعد خمسين كيلو متر عن أمارة وشرطة ومحكمة عسير دون الأخذ في الاعتبار بأن النزلاء فتيات وقعن في قضية وليس من حقه النفي في مكان بعيد عن السلطة الإدارية العليا وكذلك تلكؤه وتأخيره مشروع إقامة مبنى الشؤون الاجتماعية في الأرض التي تملكها الوزارة في موقع متميز بجوار الكهرباء طريق أبها الخميس والذي حظي بتسهيلات من الأمانة كما فهمت .

ختاماً : الحكمة تقول إذا لم تستطيع قيادة نفسك فلا تحاول قيادة الآخرين؟.

>

شاهد أيضاً

سكر الأجاويد في نهار رمضان

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com