لا مجال للتخمين هنا، ولكن مجريات الأحداث تتسارع كالشهب في كبد السماء، ( الربيع العربي ) أو هكذا سموه!
والربيع – كما هو معروف – هو أجمل فصول السنة على الإطلاق ففيه تكثر الزهور وتتوالد الفراشات ، وينسكب الندى على وريقات الورود الحمراء وتخضر الأرض .
إن الثورات العربية المتتالية قد نجحت في إزاحة النظم المستبدة التي كانت تجثم على صدور شعبها لعمر ليس بالقصير، وإن كان ذلك قد كلفها الكثير من الشهداء الذين سقطوا ، ولكن الثمن كان علم الحرية الذي رفرف في سماء بلدانهم .
سوريا – آهٍ يا أنت – كم سالت من دماء وإلى الآن لم ترتوي أرضك، ولم تكل أيدي المجرمين من ذبح أبنائك …
سوريا. قصة مختلفة في ذلك الربيع ، وزهرة لم تصلها قطرات الندى بعد، وهي تصارع من أجل البقاء.
فنار الدكتاتورية المشتعلة على أرضها ، لا تزال تحرق ندى الأنفس البريئة، وغيمة التسلط قد حجبت أشعة الشمس الذهبية عن الوصول إلى طرق الحق ، و الجيش الأسدي لا يتورع عن استخدام كافة أسلحته الخفيفة والثقيلة، في اجتثاث أروح الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال .
غير أن الصمود الذي يبديه الشعب السوري الحر، يجعلنا حقاً فخورين به أيما فخر، ويزرع فينا أمل الإنتصار الذي ننتظر بزوغ شمسه ذات صباح .
وما نار الفتنة تلك الذي أشعلها نظام الأسد الفاسد، سوى وهج عاجف سرعان ما يخبو وينجلي زيفه، وما ذاك التجمع الآثم لدعمه،سوى سحابة من الدخان سرعان ما تسوقها ريح الحق والعدل لتفرقها في سماء الانتصار.
لم تر أرض صموداً وقوة كأرض الشمام على مر التاريخ ، وهذا عزاؤنا في تلك الجماجم الشامخة التي تبنى بها قلاع التضحيات، والدماء الزكية التي تسيل كل يوم حتى تاخمت نهر الفرات في العظمة .
لقد بلغ بشار في الإجرام مبلغا مخيفا، فهو يستخدم كل الأسلحة التقليدية ضد شعبه ، ويهدد باستخدام الأسلحة الكيميائية في أي لحظة في حق شعبه الذي يطالب بحريته من قبضة نظامه المستبد .
إن الوضع في سوريا مخيف للغاية، فعصابات ” الشبيحة “المنتشرة في كل مكان، قد أعطيت المجال في ارتكاب أبشع المجاز
وهي تنفذ المداهمات والاعتقالات والقتل العشوائي ضد المدنيين العزل .
ومع كل تلك التطورات إلا أن بشائر الخير تنبئ بأن نظام بشار الأسد في الرمق الأخير ، وهو الآن في طور الاحتضار.
ولكنه يقوم بتطبيق مثل المنهزمين الفارين الذي يقول ” عليَّ وعلى أعدائي ” .
وهو بلا شك راحل وأرجوا أن يكون ذلك الرحيل قريباً وإن كثرت فضائحه الإجرامية فهو أيضا يعمل بذلك المثل ” إذا كنت رايح كثر الفضايح ” و والله إن فضائحه قد كثرت وتعدت مرحلة الفضيحة إلى أن وصلت إلى مرحلة الجريمة التي استنكرتها كل القوانين والأعراف الدولية .
الصبر ثم الصبر ، ياشعبنا في سوريا الأبي، فسوف ترفرف راية الحرية والعدل على قمة النصر القريب إن شاء الله . حينها يفرح المؤمنين بنصر الله .>