نعيش في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ، نهضة تنموية شاملة ، ودعمها أيده الله بكل ماتحتاجه من جهد معنوي أو مادي ، ويسعى لكل مايسعد مواطني هذا البلد الغالي ويرضيهم .
ولكن الدور المتبقي هو على الجهات المشرفة والمنفذة لهذه النهضة في شتى أنحاء الوطن ، ولعل أبرز هذه المشاريع النهضوية مايتعلق بالطرق والخطوط السريع وشوارع المدن .
فعندما أريد الذهاب لأي مكان كان لاأفكر في بعده ولايشغلني الوقت الذي سأستغرقه ، ولكن مايقلقني فعلاً هو أعمال الشركات والمؤسسات التي تتناثر على طرقاتنا ، سواءً داخل المدن أو على الطرق السريعة .
بعض الشركات تقتات على هذه المشاريع ، فأصبحت جزءاً من الشوارع تتنقل هنا وهناك ، ولايهم جودة العمل ولا الوقت الذي ستنجز فيه هذا العمل .
بل إن بعض المشاريع في الطرق صار هماً للمارة وكأن إنجاز هذا المشروع بات حلماً بعيد المنال .
المخالفات التي ترتكبها هذه الشركات كثيرة وجسيمة ، بدءاً بالإهمال في وضع لوحات تحذيرية تنبه قائدي المركبات وليس انتهاءً بوضع احتياطات كافية عند الحاجة لحفر أجزاء من الطريق ،
مناظر الشوارع لدينا صارت مشوهة ، وتنفيذ التعيلات على هذه الشوارع أصبح مملاً ، وبدلاً من كون الطرق تسهل التنقل وتريح راكبي السيارات وقائديها ، فإنها الآن مصدر إزعاج وإيذاء لهم ، فمن التحويلات إلى المطبات الموضوعة بشكل عشوائي مروراً بالعديد من الإختناقات المرورية ، والتي يصاحبها أصوات المعدات وآليات الحفر مكملة بذلك مسرحية مزعجة للناس ولكنها في نفس الوقت مربحة ومربحة جداً لصاحب الشركة المنفذة .
لايغيب عن أذهاننا أبداً حاجة الشوارع والطرق للتعديلات والتحسينات وكذلك لأعمال الصيانة ، ولايغيب عنا أيضاً أن مالك الشركة أو المؤسسة لايعمل وينفذ المشاريع مجاناً ، وهذا حقه المشروع .
ولكن مانطالب به هو التخطيط والتنسيق ، والنظر في حاجة الناس لهذه الطرق ، فعند التعاقد مع منفذ هذه المشاريع يحدد له فترة زمنية لو تجاوزها يخصم جزءاً من قيمة العقد ، ويكون هذا الزمن قياسيا حتى لو كان على حساب زيادة قيمة العقد مقابل الإنجاز .
وكذلك الأمانة مطالبة بتنسيق هذه المشاريع وجعل النظرة واسعة وبعيدة ، وجعل الإنجاز بإتقان هو الهدف المنشود .
أشاهد في أحد المواقع أعمال الشركات مستمرة لمدة سنة كاملة ولازالت حتى الآن ، وكلما ذهبت شركة جاءت أخرى فكسرت الإسفلت وحفرت وبدأت أعمالها ، يعملون يوماً ويذهبون ثلاثة أيام وهكذا حتى ينهوا العمل بطريقة (أي كلام) ويمضون وتأتي شركة ثالثة .. ولازال المسلسل حتى هذه اللحظة .
هل أصبحت الشوارع كنزاً تتهافت عليه الشركات ، وتسعى الواسطات للظفر به ؟؟
هل أصبحت مشاريع الطرق بلا رقابة ولا متابعة ؟؟
هل مانراه في شوارعنا يعد نوعاً من أنواع الفساد ؟؟
هذه الأسئلة المطروحة هي حديث الناس وأفكارهم التي يعيشونها كل يوم ، ولكن لافائدة من ذلك كله .>