ترتبط النخلة بتاريخ بيشة وحضارتها واشتهرت بها منذ القِدم، فضلاً عن أن النخلة تحتل مكانة متميزة في الإبداع إلى جانب ما للنخلة من أبعاد اقتصادية وتجارية ودور كعصب للحياة الاقتصادية ومصدر للرزق والغذاء في فترة ليست بالقليلة من تاريخ محافظة بيشة .
كما تأتي هذه المناسبة تعبيراً واضحاً عن مدى اعتزاز المزارعين بجزء أصيل من تراث المحافظة أسهم في تشكيل وجدانهم عبر التاريخ ويعتبر هذا المهرجان ترسيخ للقيم التراثية الأصيلة وجعل إرث الماضي حاضراً في الأذهان ليكون قاعدة تسير عليها منظومة البناء والنهضة التى تشهدها المملكة.
والاهتمام بالنخلة يعطى مدلولاً بالحفاظ على الموروثات الثقافية وإعادة إحيائها في مرتبة متقدمة من أولويات الأمانات والبلديات لأهميتها ، وتلك الرؤية يؤكدها العديد من مظاهر الاهتمام في عملية التحسين والتجميل وقد قامت بلدية محافظة بيشة بزرع أكثر من ثلاثة آلاف نخلة تتوسط الجزر الوسطية والمرافق والحدائق والساحات البلدية وأنشئت العديد من المجسمات الجمالية للنخلة لمكانة هذا الجزء في قلوب سكان المحافظة .
والاهتمام بالنخيل له أبعاد تاريخية ودينية وثقافية وعلمية واقتصادية وتجارية ، إلى جانب الواقع الحالي للنخلة في بلادنا ,وقد عرفت بيشة بكثرة نخيلها وتعدد أصناف تمورها ونظرا لنضوب مياه العيون الجوفية والآبار الارتوازية في كثير من المواقع والأراضي الزراعية مما أدى إلى تضاؤل كميات المياه الجوفية المتاحة للري وكذلك اختلاط طبقات المياه بمياه غير مناسبة للزراعة ناهيك عن تحول الكثير من الأراضي الزراعية إلى مناطق سكنية نتيجة الزحف العمراني فقد تقلص خلال السنين الماضية عدد النخيل وانخفض معدل إنتاج التمور بشكل كبير حتى أصبحت زراعة النخيل في خطر ومن ما زاد الأمر تعقيدا عزوف الكثير عن شراء المحاصيل القريبة من سد الملك فهد لتلوث مياهه وقد قامت وزارة الزراعة عبر خطة واسعة المدى تركز على الاهتمام بزراعة النخيل، مع حصر وتوصيف الأصناف المحلية لتحديد الجيد منها وأوجه الاستفادة منه، والاهتمام بمشاتل تلقيح النخيل وإنتاج أصناف محسنة منها وإكثارها، وعقد دورات تدريبية متواصلة على مدار العام للمزارعين والعمال الزراعيين والمهتمين لتدريبهم نظرياً وعملياً على العناية بالنخيل, وإجراء دراسات وأبحاث حول أفضل المعاملات التي يحتاجها هذا النخيل، مع الاهتمام بدعم المهرجانات التي تعنى بالتمور والتي انتشرت مؤخرا في العديد من مدن المملكة والتي يعد آخرها مهرجان التمور بمحافظة بيشة والذي يحضى برعاية ودعم من سمو أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز وإشراف ميداني من رئيس لجنة التنمية السياحية محافظ بيشة الأستاذ محمد بن سعود المتحمي لإعادة إحياء موروث ثقافي وتقديمه من جديد ليمثل هذا المهرجان بداية جديدة لتشجيع المزارعين وحثهم على استمرار مسيرة الآباء والأجداد .
رغم كل الجهود التي بذلت من المسؤولين لإنجاح هذا المهرجان إلا أن هناك عثرات إعلامية من حيث المبالغة في الأرقام ومن حيث ماتم عرضه من صور قادحة لاتمس الحدث بصلة نأمل تفاديها مستقبلا واختيار من يمثل الإعلام البيشي بعناية ودراية كافية كما نرغب بانشاء لجنة تنظيمية تعنى بهذا الحدث وتقوم بزيارة من لهم باع في تنظيم مهرجانات التمور لجني أفضل التجارب وتطبيقها .
شكرا سمو الأمير فيصل ابن خالد لدعمك لمناشط السياحة بعسير كافة وماحظيت به محافظة بيشة خاصة شكرا نكررها من قلب كل مواطن لاتزال الكلمات تتزاحم وتتصارع تريد أن تخبر عما في مكنونها وعن مايدور في مخيلتها..وأن تصف ما اختلج بملء أفئدتهم من مشاعر تجاه ماتلقاه المحافظة من متابعة ودعم لامحدود>