مهنة التمريض ودعم الممرضة السعودية

ي اتصال لممرضة سعودية مع داوود الشريان في برنامجه الثامنة في حلقة تناولت موضوع “الممرضة السعودية ” ذكرت أنها حينما راجعت أحد المسؤولين الموظفين في صحة إحدى المحافظات بمنطقة عسير شاكية ظروفها ظنا منها أنها ستجد عنده جوابا بلسما شافيا،فكان جوابه -غير المسؤول – ” ماأحد ضربك على يديك ” ! وكأنه يعاتبها على أنها سلكت درب مهنة إنسانية ،واختارت مهنة التمريض والتي مازالت المملكة بحاجة إلى 120 ألف ممرضة سعودية تعد شاغرة حتى الآن ،هذا الإداري أنموذج سيء لكثير من الجهات الإدارية الرجالية التي لها ارتباط إشرافي إداري على جهة عمل يعمل بها نساء ،وكذا الحال في التعليم ،في صورة تبرز فيها النظرة الذكورية الطاغية عند كثير من الرجال ،الذين يظنون أنهم يتعاملون مع “حرمة” ليس أكثر ،في نظرة تفسر نظرتهم الدونية للمرأة وأنها أقل ذكاء وقدرة عملية ،وولاء وانتماء من الرجل ! وينسى هؤلاء بأن نساء في بلدنا بلغن مكانة علمية وإدارية عالية ،مع احترام الكثيرات منهن للثوابت الدينية،وتمسكهن بالحجاب ،والذي لم يكن عائقا لتحقق المرأة السعودية المحجبة ذاتها ،وترفع شأنها ،وتعلي مكانة بلدها وتخدم دينها ومجتمعها،وما ماجدة أبو رأس ،وحياة سندي ،وسلوى الهزاع ،ونورة الفائز ،والبرفسورة غادة المطيري ،والعالمة خولة الكريع ،وغيرهن كثيرات ؛إلا أمثلة سريعة لنساء ماجدات في بلدنا وفقهن الله ونفع بهن ،أعود لأقول بأن الممرضة السعودية إذا لم تحسن ظروفها العملية بما يتفق مع أحوالها ،كزوجة أو غير متزوجة ،ولاتجد من يقوم على خدمتها وتوفير وسيلة نقل لها،وإذا لم تجد الدعم الحكومي لترفع مرتبها،وتوفر لها فرص التدريب ،ولم يراع وضعها وهي تمضي ساعات طوال تحت ضغوط العمل ،وتسلط الأطباء ،ومواجهة أنماط متنوعة من سلوكيات المرضى ،ومشقة العمل ،وإذا لم تحصل ماتحصل عليه الممرضات الأجنبيات من مميزات في عملهن، ؛فإن التسرب من المهنة الذي قيل أنه بلغ 50% بسبب سوء الظروف ،وعدم ملاءمتها مع أحوال الممرضة السعودية – ستزيد عن تلك النسبة كثيرا،وسنجد أن المهنة الإنسانية مهنة التمريض ،التي يسعى المخلصون من المسؤولين في بلدنا إلى تشجيع بنات الوطن للانخراط فيها ،مقصورة على الممرضة الأجنبية على حساب الممرضة السعودية ،وسنجد أن لدينا شهادات لكوادر سعوديات ممرضات،سيحتفظن بشهاداتهن بها في منازلهن،وستكون أموالهن التي دفعنها ذهبت في مهب الريح ومعها أحلامهن ،وسيقفن في طابور البطالة ينتظرن فرج الله.>