ملايين الريالات بل عشرات الملايين هي قيمة عقود اللاعبين المحليين والأجانب الذين يمارسون لعبة كرة القدم في المملكة العربية السعودية .
لاأخفي حبي للرياضة ، واستمتاعي بممارستها وكذلك اعتبر نفسي من المتابعين الجيدين لمنافساتها المتنوعة .. ولكن الأرقام المبالغ فيها من قبل الأندية الرياضية وصرفها بهذا الشكل ، لايعبر عن منجز وطني أو تقدم علمي أو منافسة نتقدم بها على غيرنا من الأمم .
في الآونة الأخيرة أصبح اللاعب يتقاضى أضعاف أضعاف مايتقاضاه الطبيب والمهندس والمعلم ، ولم يقم بمجهودات في تحصيل علم أو ممارسة مهنة صناعية أو تجارية تذكر .
هذه الظاهرة مزعجة وقد تقود شبابنا إلى اتجاهات لانحبذها ولانرغب فيها ، فمن المؤسف والمقلق أن أصبح قدواتهم مابين لاعب وممثل ومغن ، إذا وصلت أمتنا إلى أن يكون قدواتها ومن يشار إليهم بالبنان هم أصحاب المهن والهوايات المتعلقة بالترفيه وضياع الأوقات – فضلا عن كون بعضها محرما كالغناء – فحق لنا أن نبكي تردي حالنا والله .
سرحت بتفكيري .. فتخيلت مئات ملايين الريالات المصروفة في رياضتنا لو وجهت لدعم طلبة العلم والجمعيات الخيرية وحلقات تحفيظ القرآن والدعوة الإسلامية وكذلك في دعم عجلة الأعمال التطوعية والبحوث العلمية من طبيعية وشرعية فوصلت في نهاية المشوار إلى نهضة علمية وحضارية وجيل من المفكرين والعلماء والمصلحين …
ولكنني صدمت بأن هذا مجرد طيف من خيال وليس حقيقة واقعة ..
الرياضة في الأخير جزء من الحياة ولها الكثير من الفوائد والإيجابيات ، ولكن أن تعطى هذا الزخم من الإهتمام الإعلامي والمجتمعي وتتحول إلى كبرى قضايانا فهنا الخلل .. والله أعلم.>