فنادق لا تستحق نجماتها

قبل فترة ليست بالطويلة سكنت في أحد الفنادق في مدينة جدة.. وفي أحد اللقاءات مع المدير العام للفندق وهو بالمناسبة وافد من إحدى الجنسيات العربية ـ قدم إلى المملكة بتأشيرة زيارة وما زال.. المهم علمت أن راتبه لا يقل عن ثلاثين ألف ريال شهرياً مع مميزات أخرى لا يحلم بها سعودي يحمل عشر شهادات عليا! مع أن هذا المبلغ يعتبر متواضعاً جداً إذا قيس براتب مدير عام أحد البنوك العربية الوافد والذي يتجاوز راتبه فقط مئة وخمسين ألف ريال شهرياً، وفي أثناء الحديث عن بعض ملاحظاتي حول الفندق وشؤونه وشجونه.. قلت للمدير مداعباً (مع أنني كنت في قرارة نفسي أعني ما أقول) إن فندقكم هذا وبكل أمانة بالكاد يصل إلى مستوى نجمتين مع أن أسعاركم تزيد عن أسعار أحسن فندق في دبي مثلاً.

ومضت الأيام، وبانت الحقيقة وأكد كلامي سمو الرئيس العام للهيئة العليا للسياحة والآثار في التصنيف الذي تم إعلانه الفترة الماضية بأن ذلك الفندق لم يكن حتى من فئة الثلاث نجوم.. وسوف تكشف الأيام عن هياكل خرسانية بقواطع خشبية في مدن أخرى مثل مدينة الرياض تسمى تجاوزاً فنادق.. وكنت اضطررت إلى السكن في بعضها.. ومع ذلك يقولون عنها في وزارة التجارة إنها من فئة السبع نجوم وياعالم إذ ربما لن تكون تلك الفنادق حتى من فئة النجمة الواحدة حسب تصنيف الهيئة العليا للسياحة والآثار.

شكراً لك أيها الأمير النبيل المخلص.. وشكراً لكل العاملين معك والذين تعلموا الإخلاص والتفاني والدقة في الأداء من سموك. لقد بدأت أيها الرائد في كل شيء تكشف المستور وكم أتمنى أن تدب الغيرة في قلوب بعض المسؤولين ويسيروا في ذات الاتجاه الذي تسير فيه حالياً.

على كل حال لي رجاء يا سمو الأمير أن تدخل ضمن شروط التصنيف شروط إضافية مهمة ومنها:

أولاً: أن تكون الإدارة العليا والمتوسطة في كل الفنادق والشقق المفروشة والمطاعم من السعوديين، وأثق أنهم سيقبلون بنصف الرواتب والمميزات التي تعطى للوافدين الذين يعملون في هذه الوظائف.. وإذا كانت المشكلة في ارتداء ربطة العنق فإن لدى السعوديين القدرة على ربطها.. ولبس العمامة الهندية أيضاً.

ثانياً: إعادة الاعتبار إلى اللغة العربية والتي هي لغة القرآن ولغة البلد وذلك بإلزام الفنادق والشقق المفروشة والمطاعم بأن تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية المعتمدة بما في ذلك عامل السنترال.. كما هو الحال في جميع بلدان العالم.. وأنا أضمن بعد ذلك أن تصل نسبة السعودة إلى 100% وفي أقل من عامين.

ومثل هذه الشروط لو تم تطبيقها من قبل وزارة المالية ومؤسسة النقد العربي السعودي وتمت سعودة الوظائف القيادية والمتوسطة في البنوك ومديري مكاتبها والعاملين معهم في السكرتارية فسوف تكون في ذلك نقلة نوعية وحلحلة إلى الأمام للسعودة بدلاً من سعودة عمال النظافة وحراس الأمن. وكأن مواطني هذا البلد خلقوا لمزاولة مثل هذه الأعمال وغيرهم من معظم الوافدين هم من يتمتعون بخيرات هذا البلد.. وليس المستثمر العربي في إحدى المدن في (الفصفص) سوى مثال صارخ ومستفز لكل المشاعر في هذا الوطن وشاهد عيان بأنه تم فتح الأبواب على جميع مصاريعها للاستقدام لمن يسمى بالمستثمر الأجنبي.. والذي لم تتجاوز معظم استثماراتهم بيع الفصفص وتنجيد المجالس العربية وبيوت الشعر والورش والمطاعم وغير ذلك مما يستنزف خيرات البلد ويساعد على ملء جيوب الوافدين وبناء أوطانهم.>