عسير صحيفة عسير الإلكترونية
مع فرحتنا وإعجابنا ( بغزال 1 ) والتي كانت باكورة جهد سعودي خالص .. فاستحقت وعن جدارة أن تفتح لها أبواب جامعة الملك سعود ومديرها النشط جداً الدكتور / عبد الله العثمان ، ومروراً بالدعم المالي والإعلامي اللامحدود .. وانتهاءً بمباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله لهذا الإنتاج التجريبي وتشجيعه لفريق العمل من جامعة الملك سعود الذين كانوا خلف هذا الابتكار ..
ومع هذا فإن هناك من أبناء هذا الوطن مخترعون ومبدعون ومبتكرون .. وهم ينتظرون من يبحث عنهم وبكل تأكيد ستكون المفاجأة أن أعدادهم بالعشرات وبالمئات وربما بالآلاف من كلا الجنسين ممن لهم اختراعات وابتكارات ولكنهم يحتاجون إلى من يهتم بهم وخصوصاً من قبل جامعاتنا المعنية بمثل هذه الأمور .. كما فعل معالي مدير جامعة الملك سعود .. والذي كان خلف هذا الابتكار وخلف فريق العمل الذين ابتكروا غزال 1 .. ولم تقف المصاريف والتي فاقت كما قيل خمسون مليون ريال حجر عثرة في سبيل إنجاز هذا الابتكار .. بل إن الجامعة تعمل على استثمار 400 مليون يورو لإنتاج 20 سيارة فقط كما جاء في ( مجلة موهبة ) .
بين يدي حالياً وثائق وصور لابتكارات سعودية 100 % وبجهود ذاتية من قبل المهندس المبدع / يحيى فريد شكري ـ الغني عن التعريف على الأقل على مستوى منطقة عسير .. ومن بين إنجازاته المدهشة إبتكاره لسيارات عسير 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 مرورا بتصنيع السيارة ( ما جيت ف 100 ) .. وهي جميعاً تعمل حتى الآن .. إضافة إلى ابتكار طائرة صغيرة قادها بنفسه بنجاح في رحلة تجريبية في سماء محافظة جدة وقد نال صاحب هذه الابتكارات خطاب شكر من سمو الأمير / خالد الفيصل ـ أمير منطقة عسير آنذاك ..
يتبع …..
1/2
كما نال ميدالية تقدير من وزير الصناعة والكهرباء آنذاك الأستاذ الدكتور / غازي القصيبي عام 1406هـ شافاه الله .. كل هذا خطر على بالي وأنا أتابع الحفاوة المونديالية التي اُستقبلت بها ( غزال 1 ) وهذا حق طبيعي لجامعة الملك سعود ومديرها وفريق الابتكار والعمل والعقبى لعشر وألف ومليون غزال .. وربما يكون في ذلك حافزاً لجامعة الملك خالد مثلاً .. من خلال تبني هذه الابتكارات وأمثالها ..
ولكن السؤال والذي ربما سيظل بدون إجابة .. من هو المتسبب في حجب ابتكارات واختراعات المواطنين الآخرين ومنهم المهندس / يحيى فريد شكري ؟؟ .. والتي وبدون شك كانت ستقودنا إلى صناعات ثقيلة .. تعود بالخير والنفع على هذا البلد ـ في حين فُتحت الأبواب لمصانع الكيك والشوكولاتة ومصانع الفصفص والمكسرات والمشروبات الغازية والألبان والكرتون والبلاستيك والمجالس العربية وغرف النوم وغيرها .. والتي تدار بواسطة جيوش جرارة من العمالة الوافدة والذين يعودون إلى أوطانهم ومعهم الخبرة والمال ولا يبقى لدينا سوى أثارهم ومخالفاتهم التي لا ولن نستفيد منها .. بل وتكلفنا الكثير لتنظيفها وإزالتها .
إنني آمل أن ينال الآخرون من المخترعين السعوديين ورائدهم مهندسنا المبدع والمبتكر الذي تحدثت عنه أنفاً ( والذي ظل ينتظر أكثر من ربع قرن ) .. نصيبهم من الدعم والتشجيع والتقدير وكذلك تبني اختراعاتهم وابتكاراتهم من قبل الدولة ومن قبل رجال الأعمال .. فهي وهم أولىَّ وأهم من مصانع ( مشي حالك ) المنتشرة في البلد حالياً .. والتي لا تعد ولا تحصى .. حتى أن خطوط الطيران عجزت عن استيعاب جحافل العمالة الوافدة الذين يقومون بتشغيل هذه المصانع وجني الفوائد بأنواعها في حين تنحصر مهمتنا فقط في تسهيل وصولهم إلى المملكة .
*عضو مجلـس الشـــورى>
