مذكرات اعْتِقال الزعماء

أيها الأحبَّة :

نظراً إلى أنني أحدُ محبي المُعاصرة، وأبحثُ عن العدالة منذُ والديَّ المرحومين (هابيل وقابيل)، بالتأكيد أحدهما شهيد حتى لو كان ظلم أخاه، وتسبب في تدشين خبرة القتل وفنه.. وبناءً على وفرة مخزوني التاريخي في العدالة عبر زحمة الأديان والمذاهب والإمبراطوريات والممالك والديمقراطيات، وعلى الصلاحيات التي انتزَعْتُها لنفسي من خلال ما وصلتْ إليه العدالة الرحيمة المعاصرة في محكمة العدل الدولية التي جرَّأتْنِيْ على المطالبة بتطبيق عدالاتي وأعطتني الحق في إصدارها، وبناء على ما وصلتْ إليه قوانين (سايكس- بيكو) وبقايا نتائج قمم العرب، واتفاقيات السلام السعيدة، وعلى ما تقتضيه المصلحة أقرر ما يلي:

-1 توجد خطورة على العرب عموماً بالتصالح ونسيان الخلافات والبدء في رأب صدوع العداوات الباطنة فيما بينهم، لذا أدعو كل المحبين للسلام العالمي إلى إلقاء القبض على كل من سوَّلت له نفسه بالدعوة إلى تصالح الإخوة الأعداء، لأن عداءهم مبنيّ على تبعيات عالمية يرى كل منهم فيها مصلحة.. ولأن خلافاتهم من أهم الأسس في الحفاظ على السلم العالمي ..

-2 كانت قد ظهرت لنا بوادرُ خطرة – وإن كان احتمال نجاحها ضئيلاً- وذلكم بالدعوة إلى التصالح الفلسطيني بفصائله لتشكيل حكومة وحدة قد تطالب بشبه دولة إلى جانب دولة السلام العالمي (إسرائيل)، وهذا دون شك سيؤدي إلى تهديد الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط الجديد وللسلم العالمي المستقر الذي نعيشه راضين مرتاحي البال، وقد تُستغلُّ في هذا رقة في إدارة حبيبنا الأسمر (أوباما) الذي فرحنا به لأننا نعتبره مثلنا من ذوات الدَّم الحار.. وعليه فإنني أُصدرُ هذه المذكرة باعتقال كل من تجدونه داعياً إلى مصالحة الفصائل الفلسطينية، وعدم منحهم أية مساعدات أخرى ما لم يعترفوا جميعا بأمة إسرائيل الجديدة المقدَّسة لكل سلم عالمي، فهي وحدها في العالم من يحقُّ له إعلان نفسه دولة دينية، أما سواها كما تعلمون، فهم مجموعات إرهابية تنتمي إلى أديان وعرقيات أخرى، وترفع شعاراتها بينما عدْلُنا يقتضي العلمانية السياسية باستثناء إسرائيل. كما أدعو كل ما يُدعى دولاً عربية إلى أن تدعم كل واحدة منها فصيلاً وتؤيده على حساب الفصيل الآخر، وأن تكثر من احتفالاتها ومشاريعها في (غزة)، فلا سلام ولاعدل سيقوم في العالم سوى بالخطباء الجهوريين، واتحاد الفصائل الفلسطينية سيقض مضاجع سلمنا العالمي ..

-3 العفو عمَّن أصدرَ الزميل القانوني (أوكامبو) مذكرة باعتقاله، ففي هذا العفو أسلوب قد يحقق أهدافنا للحفاظ على القانون الدولي عن طريق الصفح، وتتلخص أهدافنا في تقسيم شعبه إلى دول حسب الأعراق والأديان احتراماً منا لكل الأديان والأعراق، لأنَّ دولته تشكل مركزاً مهماًّ ولابُدَّ من تفتيتها ترسيخا للنظرية الثابتة (سايكس- بيكو) التي أنتجت لنا هذا الربيع التهريجي لمجاميع عاطلي ومهرجي دول الربيع، الذي يُعد بداية للمرحلة الثانية من النظرية بما يسمى خارطة العالم الجديدة التي تتركز على بلاد العرب خاصة باعتبارها قلب المعمور من الأرض. وقد أثبتت حتى الآن جدواها.. حقق المذكور مطلب السلم العالمي بتفتيت بلده العربي الأسمر إلى قسمين حتى الآن، فليَعْفُ عنه (أوكامبو)..

-4 عدم إصدار أية مذكرة اعتقال لرؤساء حكومات الشمال الإفريقي الذين حافظوا مشكورين على التنافر المنشود، حتى أزهر في دولهم الربيع، ونشأ هناك تنظيم قاعدته الإسلامية المناضلة التي ستدعمها مخابرات السلم العالمي كما أنشأت قاعدتها الأم في أفغانستان آنفاً ومن السهل الصرف عليها بوساطة الأدلجة كما حدث للأم. وعلى بعض إمارات وقنوات الخليج دعمها ودعم جداتها جماعات (الإخوان المسلمين). ونحن واثقون كل الثقة بأن كل شعارات العروبة قد تساقطت من هناك، ولم يبق سوى شعارات الأسلمة التي تقابلها كل الأيديولوجيات، وأن الديمقراطية العالمية تكمن في تثبيت تلكم الصراعات، لأن الوجه الضروري لديمقراطية ما يسمى – زوراً- العالم العربي هي في التناحر بالاختلاف، لا بتعدد الرؤى المجتمعة.. فحافظوا على هذه الديمقراطية، وضعوا في كل ميدان (قناة … مباشر) دعما للسلم العالمي..

-5 المذكراتُ الأُخَرُ تتعلق بالعراق وبلاد الشام، فهؤلاء لا يحتاجون مناَّ إلى توقيف أو اعتقال، لأنهم – أثابهم الله – عبر تاريخهم العريق الطويل – ومن قبل عروبتهم الحديثة – يملكون القدرة على تحقيق السلم العالمي بالتفرق والتشتت، فلا خطورة منهم ولا عليهم على العالم ما داموا يتمسكون بالطائفية التي تراهن على ضرورتها الدول الكبرى حتى تظل كبرى، وثقوا بأن قراءة لتاريخهم ستعفيكم من إصدار أية مذكرة اعتقال..

-6 على كل من وجد أو سمع في أحد مؤتمراتنا أو قنواتنا شيئا يخالف إراداتنا التقيد بمحكمتي الخاصة، والإيمان بأن زعماء العرب لا يستحقون الاعتقال . صورة للأخ (أوكامبو)>

شاهد أيضاً

حالة الطقس المتوقعة اليوم الثلاثاء

صحيفة عسير _ واس توقع المركز الوطني للأرصاد في تقريره عن حالة الطقس لهذا اليوم …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com