قرأت ما كتبه العلاّمة الفذ (علي الطنطاوي) رحمه الله شهر المحرم 1407 بحق بلادنا الغالية وقيادتها الرشيدة، وهي شهادة رجل فاضل عُرف بالصراحة والشجاعة والنزاهة والرؤية الصادقة: (زرت أحب بلاد الله إلى الله.. مكة أم القرى.. مشرق النور ومنبع الإسلام، ووجدت فيها من ملوكها وأمرائها ومن شعبها شيئاً أكون ألأم الناس لو أهملت ذكره.. ونسيت شكره.. وعرفت خمسة ملوك، رحم الله من مضى ووفق من بقي، بعضهم من قرب وبعضهم من بُعد.. ولكني أحببتهم جميعاً لأنهم صنعوا لهذا البلد أكثر مما صنع ملوك بني أمية وملوك بني العباس، ومن جاء بعدهم من الملوك جميعاً. صنعوا له العجائب، نقلوه من صحراء تموج فيها قبائل متخاصمة ومتحاربة، ما عندها إلا حكومات هزيلة ضئيلة، فجعلوها حكومة واحدة قوية عظيمة، ومشوا فيها في طريق التطور والرقي شوطاً ما مشت مثله حكومة في الدنيا، لأن الذي قطعته المملكة في هذا الأمد القصير لا تقطع مثله الأمم في الزمان الطويل، وإنهم ليستحقون مني أضعاف الثناء) ثم يستطرد قائلاً: (على أن الحق.. أن الحكام هنا ليسوا كأكثر من عرفنا من حكامنا، فهم منا، أنسابهم معروفة لنا، وأبوابهم مفتحة أمامنا.. وهم يحرصون ما استطاعوا على إسداء الخير لنا، فإذا منعني ما ذكرت أعلاه من الثناء عليهم.. فإن كل عمل عملوه، وكل طريق مهدوه، وكل معهد فتحوه إنما هي قصائد باقية في مدحهم). وبعد أن تطرق لما حصل أيام كتابة مقاله من حلّ مشكلة كانت قائمة ومعقدة عن ذبائح منى وهي بمئات الألوف وما كانت تتسبب فيه من الأذى والروائح العفنة والأمراض القاتلة وأن الحكومة أوجدت حلولاً ناجعة حققت نقل الذبائح إلى بلدان المسلمين المحتاجة لها مبردة طازجة يُنتفع بها؛ ختم مقالته: (وما عدت بعد اليوم أيأس من حل المشكلات الباقية كلها على ما نرى من تعذر أو تعسّر حلها: مشكلة الطواف ومشكلة الرمي.. إنهم سيحلونها بإذن الله، كما حلوا مشكلة الذبائح.. ومشكلة الازدحام في الطرق.. وأسأل الله لهم التوفيق). وليتك تعلم يا شيخنا الجليل أنه في بحر عقدين من زمن مقالك.. قام سادس ملوكنا (عبدالله) بحل ما ذكرت وزاد عليه بتوسعة المسعى ورمي الجمار ووضع حجر الأساس للمطاف متكرر الأدوار.. والبدء بسكة حديد الحرمين والمشاعر المقدسة.. إلى غير ذلك من الإنجازات العظيمة على امتداد الوطن العزيز.. اللهم أدم علينا هذه النعم واحمها من الزوال.. واكفنا شر أهل الفتنة والضلال.>
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …