ليت …!!!

ليت .. عند النحويين حرف تمنٍّ يتعلق بطلب حصول الأمر المستحيل غالبًا ، كقوله تعالى : ” يا ليتني كنت ترابًا ” .. وبالممكن في أحيان قليلة ، كقولهم : ليت المسافر حاضر .. وليت .. عند البلاغيين صيغة أصلية من صيغ التمني ، والتمني عندهم نوع من الإنشاء الطلبي ، وهو : الذي يستدعي مطلوبًا غير حاصل في اعتقاد المتكلم وقت الطلب .

وليس ما سبق درسًا لغويًّا ، بل إن القادم سيحمل شيئًا من معنى ليت ، عسى المستحيل في اصطلاحهم ، يصبح ممكنًا في واقعنا …

ليت : ليت بعض المصلين وهم قاصدو العبادة ورضا الله يقومون بإيقاف مركباتهم عند بيوت الله بصورة حضارية تنم عن سلوك إسلامي صحيح مبتعدين عن إغلاق الطرقات وخاصة في صلاة الجمعة ، أوالوقوف بمركباتهم خلف من سبقهم فربما كان أحدنا صاحب حاجة سيخرج بعد الصلاة لقضائها لولا أن المتأخر في المجيء إلى المسجد والخروج منه قد عطله ، وأخرَّه ، وآلمه .

ليت : ليت أن عُشاق التقنية الممثلة بالهواتف الذكية يُفيدون من هذه الأجهزة دون البحث عن الأخبار المزعجة التي قد تصل إلى حد الفضائح ، وليتنا تعلقنا بالكتب وفي مقدمتها كتاب الله تعلقنا بهذه الأجهزة ، ففي الكتاب سعة العلم ، وصدق المعرفة بخلاف هذه الأجهزة محدودة الأفكار ، والمرتبطة بخصوصية الناس .

ليت : ليت أن كثيرين يدركون الهدف الحقيقي من حافز وألا يكون سببًا في التهاون ، أوتضييع المال فيما لا يفيد ، بل وربما كان ضارًّا مفسدًا .. وليت حافزًا يُعيد النظر في الحد الأعلى للعُمر خاصة في فئة النساء بعيدًا عن التفكير في الضمان الاجتماعي ؛ لأن المرأة لا تستطيع القيام بكل الأعمال التي يقوم بها الرجل ، وربما كانت فتاة ، لم تتزوج ، ولم تتوظف ، وشارفت على الأربعين مما يجعلها في حاجة ماسة إلى مال يساعد في سد احتياجاتها .

ليت : ليت أن نظامًا يصدر ؛ ليعالج أوضاع كثير من الشباب الذين ترى بعضهم يلبسون ملابس ذات صبغة قديمة ، ويركبون سيارات مهترئة ، وتغلب عليهم الفوضوية والعدوانية .. وبعضهم الآخَر يلبسون بناطيل قصيرة ، وقمصانًا بأكمام طويلة ، وصدور ضيقة ، وأخصرة نازلة في سيارات تحمل أرقام هواتفهم ، ورموز محادثاتهم في غياب لدور ولي الأمر ، وسكوت من المجتمع دون ضبط وردع ، أو محاسبة ومنع.

تنوعت ليت بين السلبيات وبين التكافل وهي أمور تهمنا في مجتمعنا وأخلاقنا لا سيما والأخلاق سر بقاء الأمم ، وسبب من أسباب السعادة للمجتمعات .

>