** قبل ربع قرن من الزمان وفي قريتي الصغيرة البسيطة لم نكن كأطفال نعرف شيئا إسمه (البلاي ستيشن ) ولا ألعاب الكمبيوتر ولا إنترنت بل وحتى التلفاز لم يكن موجوداً آنذاك إلا نادراً – في زمن هادئ جميل ..!
** ولم يكن في متناولنا في تلك الأيام سوى المذياع أو ( الراديو ) والذي كان النافذة الوحيدة التي تربطنا بعالم آخر ( خارج القرية ) حيث كان المذياع هو مصدر التعليم والأخبار والترفيه في آن واحد بل كان من يملك جهاز مذياع خاص به فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ..!
** لقد بلور الراديو شخصيات الكثير من أبناء جيلي وللحق فقد كانت الإذاعة مدرسة نهل منها الكثيرون وأنا واحد منهم .. ولقد كنت مدمن راديو في تلك الأيام على غرار مدمني الأنترنت أو مدمني تويتر في هذه الأيام !!
** وأزعم أن إدماني كان إدماناً محموداً بل إني أرد الفضل – بعد الله – للراديو في الإثراء المعرفي والعلمي والذي كانت تضخه الإذاعات السعودية لمستمعيها ومتابعيها في تلك الأيام وهو أمر يتفق عليه من عايش تلك المراحل أو مايسميها صديقي التويتري ( زمان الطيبين )!
** وعلى اعتبار إني ( زعيم عصر الطيبين ) فإن ذاكرتي تستعيد أصواتاً لطالما صافحت مسامعنا عبر الأثير ومنهم الأديب يحيى الصلهبي والمخضرم حسن التركي والعتيق إبراهيم الصقعوب ومحمد العوين وغيرهم ممن رسخت (أصواتهم) في ذاكرة مستمعي ذلك الزمان ولايتسع المجال لذكرهم !
** لقد كان المذياع لايفارق الشيخ الكبير ولا الطفل الصغير ولا الشاب اليافع ولا الأم الفاضلة ..لقد كان المذياع مدرسة نتعلم منها ..وكان وسيلة ترفيه نستمتع بها .. كيف لا وهو الذي احتوى الحديث و المعلومة والخبر والشعر والأدب والتسلية .. بل لا أبالغ إن قلت إنه كان أكاديمية مسموعة جمعت كل العلوم والمعارف !!
** واليوم أصبح الحديث عن المذياع كالحديث عن الأطلال في عصر طغت فيه الفضائيات واستحوذ فيه التلفزيون على المتابعة وأصبح المذياع مجرد ذكريات يستذكرها ( الطيبون ) أمثالي ويستذكرون معها زمناً مضى وكأني بحالهم :
هلا ذكرت زمانا ظل يسعدنا..
نقضى حياة المنى فى ظل دنياه
تويتر Bhm1410 :@>