هل يعقل بأن المجتمع السعودي يحتاج لمثل تلك الخادمات وإن كان يحتاج فمن المورد الحقيقي لمثل هذه البضاعة الفاسدة وأعني بالفساد هو ما ندخله في بيوتنا بأيدينا لأجل التهلكة ؟
بعيدا عن صدى الأسبوع وأطروحاته وأحداثه العالمية , قليلا نضيق الدائرة و نتعمق في قضايا المجتمع وما يدور من حوله , سريعا نتطرق إلى محور الحديث بدون مقدمات – خادمة * انتحار – مقالا كتبته من فكرة ورؤية دارت في بالي ونشرته وتساءلت فيه عن قضايا الخادمات وكان تساؤلي الوحيد ما طرحته آنذاك (هل يعقل بأن المجتمع السعودي يحتاج لمثل تلك الخادمات وإن كان يحتاج فمن المورد الحقيقي لمثل هذه البضاعة الفاسدة وأعني بالفساد هو ما ندخله في بيوتنا بأيدينا لأجل التهلكة ؟) , فلم ألمس الرد لذلك التساؤل وكان مبهما إلى يومنا هذا ولكن الفعل هو ما يثبت كلامي وكثرة القضايا هي بمثابة الشاهد , وكأنها كربة انفرجت وعانقت السماء حتى زادت ضريبة المجتمع السعودي بوجود الخادمات وحصر استقدامهن من دول مرحب فيها وكأنها ثورة أمام مجتمع تنقصه مقومات البيت , التحدث عن قضية وطرح فكرة الخادمات تعتبر من القضايا المروعة باتت في كل بيت يحتوي خادمة لكن ما الذي حصل لهذا المجتمع وجعل من نفسه عنوانا لهدم القيم الأسرية أهي الحاجة لمربية وانتهي دور الأم أم لخادمة تعيش في كنف ورغد الأسرة وينتهي بها المطاف بآلة حادة لأحد أفرادها كهدية نهاية العقد أو بمثابة استثمار لأجل البقاء في سجون البلد . قرأت وتساءلت كثيرا عن هذا الحال وكل إجابة أحصل عليها تشبه الأخرى من خلال القصص الواقعية وما يحدث في المجتمع وكأنها بمثابة أخذ العظة والعبرة وللأسف أذن من طين وأخرى من عجين , كم من طفلة ماتت وكم من شذوذ جنسي حاصل وكم من بيوت هدمت وكم من خادمة ورثت الملايين بسبب طيبة الفرد السعودي وحبه لغير أبناء وبنات بلده , جهة تطالب بتثقيف الخادمات والمعنى أبقوهم وعلموهم , وأخرى تزيد الطلب على الاستقدام وكأن البلد يحتاج لمثل تلك الجنسيات الحاقدة , والتاجر يبحث عن تصدير بضاعته تحت مسمى العمالة المنزلية , الناتج ليس مدرجا في كتب الإحصاء وإنما براءة الأطفال تذهب بأيدي قتله يحملون السم في أيديهم بآلات القتل البيضاء التي يجلبها الأب لبيته , فكروا في تربية النشء وتساءلوا عن كيفية الخروج والتقليل من هذه الضريبة , المجتمع السعودي لا يمكن أن يتعلم بعد وجعة أولى ولكن يحتاج للتكرار حتى يفهم معنى الوجع الحقيقي وأيضا هل يحتاج الأمر لجهة عليا تبت فيه .!
الملاحظ بأننا نتعايش مع الحدث وقت حصوله وكأنها دراما خليجية وبالتحديد سعودية من إخراج جبار تعرض حلقاتها بين حين وأخرى , لن تتغير أحداث ولا قضايا المجتمع إلا بتغير أفراد وسلوك من هم يتعايشون فيه وفي ذلك دلالة على ما جاء به الرب تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .>