تناقضات الكوميديا السعودية..؟!



تقافزت وتبلورت وتناثرت الكوميديا السعودية على شاشاتنا العربية عامة والشاشة السعودية خاصة..

وأضحينا معها مجبورين على تناقضات عديدة,ومع هذا الكم الهائل من الممثلين لايكاد يظهر لنا ممثل سعودي ذو شخصية متزنة مستقلة حديثة يصور المشهد السعودي بإتقان وعفوية الحركات..فكل سنة نحن أمام أزمة (كوميديا) هادفة..

ظناً من ممثلينا الأعزاء أن الكوميديا ضحك،وتهريج،وأسفاف,وسقوط,وتفحيط,وهياط..؟!

حتى بات المشاهد ينطق بالأحداث ويتوقعها صحيحة دون الحاجة لمشهد قادم يضحك به على الدقون،والإندفاعات المكشوفة والحركات المصطنعة،وتحريك ملامح الوجه،وتقليد بعض الأصوات،والترنح والتخبط،والقفز على العمق الفني بإيجادة الشخصيات شكلاً,ومضموناً..والقفز على واقعية الحقيقة المكلومة بهذه الأساليب التي لاتعدو كونها (طيش عيال)

فحين تفتش في تلك النصوص,والحبكة الدرامية تجدها غاية في التسميج،والتي أصابتنا بالغثيان،وليت الأمر توقف عند هذا بل تجاوز حدود المهنية ليكتبوا لإنفسهم دور البطولة وإن تعددت الشخصيات التاجحة في رسم الشخصيات فقط دون الإلمام بحثيثات الشخصية وتقمصها,والعيش في جلبابها بدلاً من يتبجح بعرض نفسه في كل ثانية بداية عرض المسلسل وأثناء أحداث العرض ونهاية المسلسل،وقمة تناقض الشخصية الكوميدية السعودية حين تضع من نفسها شخصية المصلح الإجتماعي بتناول قضايا إجتماعية بل يفندها,ومن ثم ينقدها،ويقدم الحلول،وهذا مايجعلنا في فساد في الذوق العام،ويتحول النقد لتسطيح الفكرة،و(تمشية الحال) حتى لو وصل الحال للتدليس بالثقالة والغثاثة..

فما يقدم حالياً ليس إلا تصديرًا للنكَتة الشعبية دون ملامسة ضميرها,وحرية تفاعلها،وهنا يكمن الفرق والتناقض الكبير فمن كان يقدم النكتة الشوارعية الإجتماعية كان يقدمها حقيقةً لاتزييفاً وذلك بغوصه في شخصية النكتة,ومحيطها وردة فعلها,وعكف كثيراً على جوانبها,في الوقت نفسه جعل الناقد المشاهد الذي بات هو المحك الحقيقي لأي عمل فني,فثقافة المشاهد ووعيه الدرامي,وذائقته الفنية ربما تجعله يفوق أبطالها الذين أحسنوا الصورة والمكياج,ولم يحسنوا دور الشخصية الذي كان إرتجالياً في غالب مشاهده وتفاصيله؛ظناً منهم بأن تلطيخ الشخصية بمساحيق التجميل تميزاً وكافياً,وإنبهار المشاهد بها يعد نجاحاً..

خاصةً حين تعلم أن من قدم النكتة الرمضانية لم يكن هدفه إيصال رسالة وإنما هدفه مادي وشهرة,حتى إن أحد أضلاع التهريج الفني السعودي,والكوميدي مجازاً,وليس حقيقةً يقول:

لا أتابع ما قدمته في رمضان حتى لا أفقد روحانية رمضان الكريم..ولأنها لاتستحق المشاهدة فعلاً..

فأنكشفت الإقنعة وبتنا صابرين على ثقالة طينتهم،وقشور طرحهم، الذي لايبحث عن علاج القضية أوالمشكلة بل عن علاج وضعه الإجتماعي والمادي تحديداً..وذلك عن طريق زيادة دخل شركات إنتاجه،وحصته من الكعكة اللذيذة..

وإن كان الضحك والتلاعب بمشاعر البسطاء،المطحونين هو قيمة الكوميديا السعودية القادمة مع الأسف الشديد.

ومضة..:

تبقى الكوميديا فن قائم على النبض الصادق للإنسان البسيط في مجتمعه،وليس على الإصلاح الإجتماعي المزيف،وتقديم الحلول،وهو على كبسة غداء حاشي..وكثَر الشطة..
>

شاهد أيضاً

حالة الطقس المتوقعة اليوم الثلاثاء

صحيفة عسير _ واس توقع المركز الوطني للأرصاد في تقريره عن حالة الطقس لهذا اليوم …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com