أسفي و عتبي على كثير من رجال الأعمال في منطقة عسير ، إذ يعتذرون عن الإسهام في دعم أنشطة وطنية جبارة أو يستعدون لدعمها ثم يماطلون حتى ينهار النشاط ويتبدد الحلم . فلماذا أيها الموسر الكريم ؟!
أيعقل أن هذا التاجر الكبير يخرج من كل مسؤوليات خدمة المجتمع بهذا الكذب و المراوغة ؟!
هل يكفي أن يضع بعضهم زكاته في الجمعية و تنتهي المهمة الوطنية التي هي في الأصل واجبٌ شرعيٌ شاء أم أبى !!
تقدمت إحدى الجمعيات الخيرية ( بالمنطقة الجنوبية ) بعمل برنامج يضم عدداً ممن برزوا في ساحة مجتمعنا السعودي و العالم الإسلامي من أصحاب السمو الأمراء و من أشهر الدعاة في العالم الإسلامي ، بعنوان ( جسور المحبة ) وهو يحمل رسالة إلى أبناء و بنات الوطن تنمي فيهم حب الوطن و نبذ الإرهاب ، و صُعقت بتضجر عددٍ من رجال الأعمال وعدم اقتناعه بمثل هذه الإبداعات الإعلامية فيعتذر عن دعم العمل رغم ضآلة قيمة الرعاية و قوة الدعاية له في هذا العمل ، وبعضهم تبسم و أعطاها الأماني ، ثم بدأ يتلوى مع الأيام ليُخرج نفسه من دفع ما يقدر عليه لخدمة أذكى الوسائل التوعوية التي تبني الفكر الوطني ، مع أن المطلوب منهم دعم و رعاية البرنامج الإعلامي مقابل الإعلان له في واجهة هذا العمل ، ولا شك أن هذه الشريحة الخاملة ( وهم كُثر ) من بين رجال الإعمال النشطين ( وهم قلة ) قد نجحوا في إضعاف قوة الأنشطة الإعلامية في المنطقة باستثماراتهم في المجتمع دون أن يُقدموا له المنفعة الأكبر أو يسهموا في دعم ما هوأجدر بالدعــم .
إني أبعث جُــل التحــيات و التكريـم لرجال الأعمـال في منطقة القصيم و المنطقة الشرقية و بعض رجال الأعمال في الرياض ، بارك الله لهم ، و أخصُ بالذكر كبار التُجار الباذلين في منطقة القصيم لمجتمعهم دون غطرسة أو مِنة ، نعم أشكرهم و بكل إجلال و احترام فليغضب من يغضب و ليعتب من يعتب فلن نندم على ما كتبناه و لن نتوقف عن حملة التأنيب لداعمي الفتور من رجال الأعمال الخاملين في منطقة عسير بالتحــديــد .
هل ينتظر كل من هؤلاء الخاملون خطابات جلب رعاية من سمو الأمير حفظه الله ، لقد لوحظ من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد ومن كل مسؤول قائم على مشاريع جبارة وطنية أو تنشيطية أو توعوية بكل أصنافها في منطقة عسير ، بأن رجال الأعمال في المنطقة أقل عطاءً و أسوأ تواصلاً مع المسوقين أو مندوبي هذه البرامج بأنواعها . و قد ذكرت جريدة الحياة في عددها الصادر يوم الأربعاء 30 يونيو 2010 بأن أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد غير راض عن مشاركة رجال الأعمال في الأعمال التوعوية والثقافية في المنطقة. حيث قال: أنا غير راض عن إسهامات رجال الأعمال من أبناء المنطقة لمنطقتهم»، مؤكداً أن إسهامهم «يأتي على استحياء» مشيراً إلى أن هناك رجال أعمال في المنطقة، «يعدون من أكبر رجال الأعمال في المملكة، وللأسف فإن استثماراتهم خارج المملكة وخارج المنطقة»، مستشهداً بالمثل القائل «من ليس له خير في قريته ومدينته ومنطقته، فليس فيه خير لبلده». وقال، معاتباً في مؤتمر صحفي عقده في قاعة عسير بفندق قصر أبها: سأستمر أدعوهم في كل مناسبة للإسهام، خصوصاً رجال الأعمال من أبناء المنطقة .
الرابط : (http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/158100 )
لا يكفــي أن يرمي التاجر أكياس الأرز و الطحين عند أبواب الفقراء ، ولا أن يضع لوحة في الشارع العام ( نحن هنا ) و لن نعذرهم طرفة عين ما دام نهجهم هـو : ( المماطلـــة و كلمة : أنا غير مقتنع !!!! ) ، و لن تقتنع ياعزيزي التاجر ما دام المطلوب هو دعمك المادي .
إننا نفخر بعددٍ قليلٍ من رجال الأعمال في منطقة عسير يُعدون على أصابع اليد الواحدة مثل الشيخ علي بن حسين بن حمران و الشيخ هيف بن محمد بن عبود و الشيخ حسن بن معجب الحويزي و الشيخ محمد بن ناصر آل جار الله و الشيخ محمد البشري و غيرهم القليل جداً ، و ليعذرني من لم أذكره فا الله يعلم به ثم من يعرفه عن قُرب، وهؤلاء قدموا كل جهدهم في خدمة مجتمعهم و مازالوا على نهجهم المعطاء ، ندعُ الله أن يزيدهم من فضله ، و لكن المنطقة أكبر و أكثر حاجة للتكاتف و مساندة حكومتنا الكريمة التي تقدم جميع التسهيلات و الانجازات ، ولا شك أن المنطقة في أحشائها رجال أعمال بالمئات و لكن لا يظهرون إلا وقت الحصاد الذاتي أما العطاء الحقيقي الإنساني الذي يحمل كمال الوفاء و الحب الصادق و الإخلاص الذي لا ريب فيه فلا تجد إلا قلة معدودة لا حرمهم الله التوفيق و زادهم من واسع عطائه !!
بارك الله لرجال أعمال بذلوا أموالهم ، و زادهم من فضله و حماهم من كل سوء و أبدلهم خيرًا مما أنفقوا في الدنيا و الآخرة .
إعلامي و كاتب تربوي
>