أكثر ما يزعجني ، ويزعج الكثيرين والكثيرات معي ، هي مشاهد القتل والدمار التي تُعرض على قنوات الأخبار التي سارت تفرح بالمصيبة ، وتُسرع من أجل نشر الفضيحة تحت دعوى المصداقية في المهنية ، والحصرية في التغطية !!
إن تلك المشاهد المؤلمة لها آثارها السلبية على المشاهدين ، وستبقى تلك الآثار مترسبة في نفوسهم تملؤها بالألم ، وتجعل قلوبهم تذوب من الأسى والكمد لِمَا وصل إليه حال كثير من بلاد الإسلام .
صحيح بأن الإنسان يجب ألا يبقى في مَعْزل عمَّا يجري في العالم من أحداث ، لكن الإنسان تبقى له كرامته ، وحقوقه فيما يُنقل عنه ، أو فيما يُعرض عليه .
ثم إن كثيرًا من تلك المشاهد تُعَدُّ مرآة للمجتمع المنقولة عنه ، مما يُعطي صورة قبيحة لقيادات وشعوب تحب الفوضى ، وتشجع العدوانية ، ولا تتحرج في الاعتداء !!
فمن المؤلم حقيقة أن ترى دبابات تجوب الشوارع من أجل الاعتداء على المواطنين أهل البلد .. ومروحيات تحوم في السماء من أجل قتل الوالد والولد !!
فيا لها من مشاهد محزنة لأحداث مخزية .. تعود بالمجتمعات الإسلامية إلى الوراء عشرات السنين بدلا من التفكير في تقديم البلدان وتطويرها .
وإنْ كانت تلك صورهم ومشاهدهم .. فإن الصورة عندنا تختلف بفضلٍ من الله اختلافًا كاملا ، فهي صورة جميلة تدعو إلى حمد الله أولا ، ثم الفخر بقيادتنا الحكيمة الموفقة ، والاحترام لشعب أبيٍّ وَفيٍّ حفظ الولاء ، وعاش بالوفاء ، ونَزَّه سمعه عن نواعيق البلاء !!
وإلا فأين مشاهد الفوضى والكُره والحقد المؤلمة .. من مشاهد الحب والتلاحم بين الراعي والرعية ، والطاعة لولاة أمرنا يحفظهم الله .. وأين مشاهد الخوف والهلع من مناظر الأمن والراحة مع حجاج بيت الله الحرام حين تجتمع الحشود ، وتتآلف القلوب ، وتنصهر الفوارق في منظر لا يكون في العام إلا مرةْ .. ولا يوجد في مكان إلا مكةْ !!
وليت المسلمين يجتمعون مُتحابين كما يجتمعون في الحج يسعون من أجل صلاح بلدانهم في هدوء وسكينة .. بدلا من التشتت والضغينة .
وإلى الأمام دومًا يا بلادي .. وإلى مزيد من الترابط والاجتماع .. فنحن لن نرضى بالعودة إلى الوراء بعد أن ضربت بلادنا أروع مثال للتماسك والتعاضد من أجل غدٍ باسم يستحقه هذا الوطن العزيز بقيادته الحبيبة ، وشعبه النبيل .
>
شاهد أيضاً
الجمعية الخيرية بمنطقة جازان تنهي تفويج 1000 معتمر ومعتمرة
صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : انهت الجمعية الخيرية بجازان وجميع الجمعيات المشاركة في …