عسير صحيفة عسير الإلكترونية
لم يخطر ببالي يوماً أنني سأستمع وأشاهد لخطابات سياسية فكرية متنوعة المدارس كالنازية لهتلر ذلك الرجل العظيم الذي خلد تاريخاً اجبر الجميع لمتابعته والسؤال عنه سواء ممن تأثر بفكره أو بسلاحه أو من لم يتأثر . هتلر كان تياراً فكرياً مختلفاً عن ما كان يفكر فيه الذين يعيشون تلك الحقبة من الزمن اصطدم بالدين والسياسة وسيس الدين ودين السياسة وكان ممن أسس لهذا التناغم الفكري,,,لم أكن أعرف ذلك فكل الذي كنت أعرفه عن هتلر هو أنه جمع وسيمي الرجال وجميلات النساء لتزويجهم ببعض لإخراج جيل عال الوسامة والجمال وهذه ثقافتنا عن هتلر وما يردده مجتمعي الذي عشت فيه وهذا هو اهتمامنا المجتمعي مع محافظته إلا انه بلا شك لا بد أن يعرج على الجمال والنساء. ولم أتوقع أيضاً يوماً ما أنني سأعرف عن هتلر ما لم يعرفه والدي رحمه الله والدي الذي لم يكن محظوظاً كونه رحل من الدنيا قبل حلول مواليد الإعلام البررة ,,,لم يتوقف الأمر على المستوى العالمي ,,,فعلى النطاق الإسلامي لم أتوقع يوماً ما أن أسمع خطابات الفيصل رحمه الله وهو يتحدث عن إسرائيل وموقفه السياسي تجاه الولايات المتحدة الأمريكية حول قضية فلسطين عظيم ما رأيته وشتان بينه وبين ما قرأته سابقاً فلم تكن الصورة واضحة جلية قدر الإمكان ولكن بالفعل أن(من سمع ليس كمن رأى) هذا ما يتوعدنا به زمن تقني واعد بأن يكون الحدث هو الحدث بلا تغيير أو تحوير بلا إضافات أو نقصان لم يعد حتى الإعلام يقبل التزوير وهذا مؤشر بأن الحقيقة من الصعب تغييرها حاضراً ومستقبلاً في ظل التوثيق الإعلامي الوليد .هنيئاً لجيل لم يعايش الربيع العربي ولكنه سيعيشه كما عشناه و هنيئاً لكل من ولد بعد ولادة الإعلام الوليد .التاريخ السياسي مليء بالأسرار التي لم أتوقع يوماً ما أنني سأشاهدها كأن أكون أحد الحاضرين في تلك الخطابات وهذا هو جمال الإعلام الوليد يعدك بأن تكون حاضراً في كل ما هو مقروء ومسموع ومكتوب وأن لا تتأثر بعمر زمني أو بعد جغرافي أو ميول سياسي أو انتماء طائفي. الإعلام الوليد يراهن على توثيق التاريخ بجميع أحداثه و وبكل ظروفه الاقتصادية والسياسية والدينية والاجتماعية ويقول أن البقاء للحقيقة. إن مثل هذه الخطابات أو غيرها في هذا العصر التقني لم تعد أسراراً ولم تعد كنزاً نخفيه حتى نساوم عليه.هذا إعلامنا الجديد كما يسميه البعض وأسميه الإعلام الوليد لأنني أنتظر منه الكثير عندما يكبر ويزداد هيبة ووقاراً.
* أكاديمي بجامعة الملك خالد
>
