لقد بات المجتمع بشتى أطيافه يوصل الشباب إلى دروب الإنحراف ، وبعد ذلك يستهزؤن ويتهكمون بهم .
الأسرة لاتراعي حقوق الأبناء ، ولايهتمون برغباتهم ، ويربونهم فقط على عدم الإزعاج وقت نشرة الأخبار في
القنوات الفضائية ، حتى أن أحد الأشخاص يعلق مازحاً على بذل أبوه كل مايستطيع من جهد لإسكاتهم وقت الأخبار
فيقول ظننت أن والدي مسؤولاً في وزارة الخارجية حينها .
الآباء يستخدمون أساليب جافة وفظة ولاتزرع في الإبن إلا كراهية جو الأسرة ، ومحاولة الهروب إلى أي مكان .
ونحن لانجهل من هم يتواجدون في الشوارع لاستقبالهم بأنواع المفسدات والمحرمات ،
لاأعلم سبباً مقنعاً يمنع الرحمة والمزاح والترفيه والصحبة بين الأب وأبناءه ، هل يتوقع الآباء أن ذلك ينقص من مكانتهم
أو يذهب عن أبنائهم الرجولة وتحمل المسؤوليات .
ولا أخص هنا الذكور بل حتى بناتنا هن أحوج للرحمة والمودة ، وحق لهن على أسرهن القرب منهن ومشاركتهن
في كل شيء ، وحتى الإستماع لوجهات النظر والأفكار والأطروحات التي تتبناها هؤلاء الفتيات .
يقول خير الخلق عليه أزكى سلام :” ماجعل الرفق في شيء إلا زانه ..” .
نطرد أبنائنا من حولنا ، ثم نمطرهم بكل عبارات الإستهزاء والسخرية ، وكأننا صفوة من الخلق ،
لايضاهينا أحد من شعوب الأرض في الخيرية والصلاح ، ولا هم لنا إلا الصلاة وقراءة القرآن .
أسمع أحياناً أحد كبار السن يلذع بأسلوبه الجارح ولسانه الحاد تصرف بعض الشباب ،
فأقول في نفسي : لو كان هذا الرجل ومن هم في جيله قدوات صالحة في المجتمع
لما خرجت لنا هذه التصرفات من أولئك الشباب .
أما وزاراتنا ومؤوسساتنا بمختلف اختصاصاتها فأوجه لهم بيت الشعر القائل:
لقد أسمعت لو ناديت حياً *** ولكن لاحياة لمن تنادي
شبابنا لايجدون من يستقبلهم ولا من يشاركهم همومهم أو طموحاتهم ، ولا من يهتم بقضاياهم ،
ولا من يوفر لهم أبسط أماكن اللعب والترفية وممارسة الهوايات .
أيها الأحبة ، شبابكم في أمس الحاجة لوقفتكم .. فلا تتخلوا عنهم .
>