عسير صحيفة عسير الإلكترونية
** أعترفُ أَني حديثُ عهد بالإنضمام إلى (الواتساب) ولم يكن لي نية بالإستفادة منها لولا أني تراجعت عن هذه الفكرة مؤخرا عنادا في هيئة الإتصالات وتقنية المعلومات التي سرت شائعات عنها عبر الواتس أب نفسه أنها تنوي حجبَ هذه الخدمة في غضون أسابيع وهو الخبر الذي كادت مذيعة قناة البي بي سي البريطانية أن تسقط مغشيا عليها من الضحك وهي تقرأه !
** لذلكَ قررتُ الإنضمامَ إلى مجموعة السعوديينَ المتهافتينَ على هذه التقنية الجديدة وبحكم حداثة عهدي به – أي الواتس أب – فقد هالني كمية المعلومات والأخبار والقصص والتي انهالت على شخصيَ – المسكين – وهو الأمرُ الذي جعلني اعتقد لأول وهلة أن (الواتس أب) وكالة أنباء وليس وسيلة إتصال وتواصل إجتماعي !!
**ومالبثتُ أن أيقنت أن جُل هذه الأخبار المنقولة ماهي إلا إشاعاتٌ وأباطيل نسجتها مخيلات بني جلدتي والذين جعلوا هذه الوسيلة منبراً لإطلاق الغَرائب من الأخبار الملفقة والأكاذيب المنمقة !!
** وأغلب شائعَات الواتس أب – وللأسف – شائعاتٌ مسبوكةٌ محبوكةٌ حتى يُخيل لأي شخص مسكين مثلي أنها حقيقةٌ دامغة لامجال للشك فيها.. لكن الأمر تطور مؤخرا وخرج عن نطاق السيطرة فصارت الشائعات تُعرف من ( حبكتها ) الركيكة التي لا يمكن أن يصدقها حتى المساكين من أمثالي..!!
** خذ على سبيل المثال: إشاعة وصلتني وتحذر من تناول التمر لأنه ينقل فيروس (كورونا) القاتل وذلكَ لأن الخفافيش قد نامت هذه السنة في النخيل ( على حد زعم مؤلفها ).. وقد أيقنت أن من روج هذه الإشاعة إنما هو حاسد لشخصي البسيط لما سمع عن علاقتي الوطيدة والحميمة والتي نشأت مؤخراً مع تمر بيشةَ اللذيذ حيث مقر عملي الجديد !
**لقد حاول صاحب هذه الرسالة أن يستغل (الواتس أب) للوقيعة بيني وبين نخيل بيشة الشامخ..لكن هذا الأمر لم يجعلني أتراجع عن تناول التمر والتمتع بما أفاء الله علي في بيشة النخيل والجمال لينطبق على حالي قول الشاعر الشعبي القديم:
ترى من تذوق تمر بيشه بهـا و الـزاد … حشا مانساها دام قد شرب مـن ماهـا
** خلاصة القول أن الواتس أب قد تحول منبراً لإطلاق الإشاعات والأكاذيب التي لاتنتهي وإن كان ذلك يعني شيئاً فإنه يعني أننا معاشر العرب لانجيد التعاملَ مع مايصدره لنا (الأعاجم) من تقنيات جديدة نستقطبها دون أن ندري ماهي ولماذا وكيف وصلت لنا!!
**أما الآن فإني سأختم مقالي وأعود لقراءة رسائل الواتس والتي وصلت خلال كتابة هذه الحروف وأرجو من – العلي القدير – ألا تحمل لي تحذيراً جديداً من تناول تمراتي .. فحتى على التمر لا أَخلُو من الحَسد !!>
