تعد الصحة كنزًا نفيسًا عند كل إنسان يسعى جاهدًا من أجل المحافظة عليه لا سيما والإسلام يجعل النفس إحدى الضرورات الخمس التي تجب المحافظة عليها .
والمال هو هيكل الحياة ، فهو الذي يشدها ، ويقيم بناءها .
والمرء يحاول من خلال ما حباه الله من مال المحافظة على صحته وطلب الدواء والعلاج إذا ما تعذر عليه العلاج في المستشفيات الحكومية .
لكن ما يكدر الحال والوضع هو سَنُّ كثير من الأنظمة والتعليمات التي تُشعر المواطن وخاصة المعلم بالأسى لما آلت إليه معاملته ماديًّا من المستشفيات الخاصة .. أمن المعقول أن يتم الكشف على الوافد الآسيوي بمبلغ لا يتجاوز العشرة ريالات بينما يكشف المواطن بأضعاف ذلك المبلغ عشر مرات ؟!
والوافد الآسيوي هو فرد يعيش وحده في هذه البلاد العامرة .. بينما المعلم المواطن هو ابن البلد وهو الذي يعيش مع أسرته في وطنه .. فكيف به وهو يراجع في مستشفى خاص بأربعة أو خمسة أفراد من عائلته .. وليس هذا فحسب بل وتلحقه تكاليف صرف الدواء من صيدلية المستشفى الخاص بأمر من الطبيب المعالج الذي يقوم بطلب العلاج عبر جهاز الحاسب الخاص به والمرتبط بصيدلية المستشفى مما يعني اختيار الطبيب لنوع معين من الدواء وبالسعر الذي يراه ووفقًا للدواء المصروف من شركة التأمين دون مراعاة لبديل ربما كان الأفضل والأرخص .. والمريض لن يتوانى عن الدفع فهو كالغريق الذي يتعلق بالقشة من أجل النجاة .
وقد يقول قائل إن المواطن ليس مضطرًا للذهاب إلى المستشفيات الخاصة ! لكنني سأقول بل هو مضطر جدًّا وخاصة المعلم في ظل ضعف كثير من الإمكانات في كثير من المستشفيات الحكومية ، وكثرة المراجعين على المراكز الصحية والتي ربما قامت فيها طبيبة عامة بالكشف على النساء في عيادة والأطفال في أخرى !!
إن المواطن في حاجة ماسة اليوم إلى التخفيف عنه من كثرة المصاريف وغلائها بتطبيق التأمين الطبي بأسعار لا تثقل عليه ، ولا ترهقه ، وتجعله يَشعر بتعاون القائمين معه على هذا الأمر لاسيما والأمر يتعلق بالصحة .. ورجل الأعمال صاحب المنشأة الصحية والصرح الطبي مطالب بالمساهمة في خدمة الوطن وأبنائه من خلال إعادة النظر في كثير من الأسعار العالية طلبًا للأجر والبركة من الله ، وإحساسًا بدوره الإنساني نحو مجتمعه وأهله بما فيهم المعلم والمعلمة ، ورعاية للصحة التي هي كنز من كنوز المجتمعات البشرية المتقدمة.
>
شاهد أيضاً
أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري
صحيفة عسير – مها القحطاني : استقبل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن …