** لا تكاد تقرأ قصة من قصص الحب والعشق والهيام على مر التاريخ إلا وتجد الرجل هو ضحية هذه القصة وهو من يدفع ثمن نهايتها وفي ذلك دلائل على ضعفنا نحن معشر الرجال أمام النساء اللاتي ارتكبن مجازر بحقنا مستغلات ضعف قلوب الرجال ورقتهم البالغة .
** ولو حاولت أن أحصي ضحايا الحب لطال بي المقال واشتد علي الحال .. لكن سأسوق لكم ماأورده صديقنا القديم الأصمعي عن قصة أحد الضحايا – ضحايا العشق والحب-
يقول الأصمعي :بينما كنت أسير في البادية , إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت :
أيا معشر العشاق بالله خبروا …. إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
فكتبت تحته البيت التالي:
يداري هواه ثم يكتم ســـــره …. ويخشع في كل الأمور ويخضع
ثم عدت في اليوم التالي فوجدت مكتوبا تحته هذا البيت :
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى …. وفـــــي كل يوم قلبه يتقطــــــــع
فكتبت تحته البيت التالي :
إذا لم يجد صبرا لكتمان سره …. فليـــس له شيء سوى الموت ينفع
يقول الأصمعي : فعدت في اليوم الثالث , فوجدت شاباً ملقى تحت الحجر ميتا ومكتوب تحته هذان البيتان :
سمعنا فأطعنا ثم متنا فبلغـــــــــــــوا …. سلامي إلى من كان بالوصل يمنـــع
هنيـــــئا لارباب النعيم نعيمــــــــهم ….. وللعاشق المسكيــــــــــن ما يتجرع
** فأنظروا – حفظكم الله – كيف دفع هذا الشاب حياته ثمنا للحب بعدما دفعته تلك الأبيات التي كتبها على الحجر ورد الأصمعي عليها للإنتحار ومفارقة الدنيا ، وفي ذلك درس لنا نحن المعاصرين الذي نرى جدران المباني ممتلئة بعبارات الحب والألم والمعاناة من قبيل عبارة (الحب عذاب ) وغيرها .. وذلك إنما يدل على أن أعداد العشاق قد تضاعفت أضعافاً مضاعفة وهذا خطر يهدد جنس الرجال بالإنقراض ولاحول ولاقوة إلا بالله !!
** لذا يامعشر الرجال أوصيكم ونفسي بتقوى الله ثم بالإبتعاد عن دروب العشق والهيام ففيها الهلاك لامحالة .. كما أوصي كل العشاق بالإبتعاد عن الكتابة على جدران البيوت عبارات اللوعة والشكوى خوفاً عليكم من مصير ذلك الشاب – رحمه الله تعالى – !!>