ذهبت إلى أحد العمال , وهو من جنسية أسيوية لإنجاز بعض الأعمال في منزلي, وفي أثناء مرافقته لي تحدثنا عن بعض الأمور المختلفة, وقد أسهب كثيرا في نقد تصرفات مجتمعنا خاصة من الشباب ,ومدى استهتارهم ,وأنهم يعيشون مرفهين لا يهمهم شيء في هذه الدنيا, سوى الحصول على سيارة آخر موديل ,وملابس على الموضة, وقصة شعر غريبة ,وصرف فلوس بدون حساب .
تركت له المجال؛ ليسهب, وأعجبه صمتي, وإيمائي برأسي فأخذ يسترسل في نقده الذي وصل لحد الحقد, والغل, ولم يعجبه شي في هذا البلد حتى سألت نفسي معقول نحن بهذا السوء .
غريب أمر هذا الرجل الذي عاش بيننا تسعة عشرة عاما طاف مدنا كثيرة في هذا الوطن الغالي ولم نسلم من نقده الذي صبه , وتوسع فيه ,ومن المؤلم أنه لم يذكر حسنة واحدة لمجتمعنا ، وقد أصابني صمت غريب من كلامه ليس لعدم مقدرتي على الرد عليه فأنا ابن هذا الوطن وأعرف ما فيه من خيرات , وايجابيات تفوق السلبيات التي من الطبيعي أن توجد في كل مجتمع بشري.
ولكن ما ألجمني هو كيفية تمسك هذا الوافد بهذه الصورة القاتمة عن وطننا, وخاصة الشباب ومن نقل له هذه الصورة السلبية بهذه الطريقة التي جعلته يعمم حكمه على شبابنا ,وكيف يمكننا معالجة ذلك , ومن خلال هذا الحديث معه تبين لي أن هناك ضعفا في العلاقة بيننا, وقد يكون ناتجا من عدم تواصل مؤسساتنا معهم بأية طريقة من الطرق , وأصبح حكمهم على المجتمع من خلال ما يشاهدونه من تصرفات في الشوارع ,أو من خلال تصرفات بعض كفلائهم السلبية .
فقد كنا في السابق نقيم احتفالات الأعياد ,وغيرها ,ويشارك فيها عدد من الجاليات المقيمة بيننا وهو ما قد يوجد زيادة في الترابط بيننا ,ويصحح المفهوم الخاطئ الذي قد يزرعه تصرف أرعن يجعله يعممه علينا كمجتمع .
فاصلة: الإنسان لا يؤكل لحمه… ولا يلبس جلده … فماذا فيه غير حلاوة اللسان ؟
>