هذه الأسابيع أسابيع الحصاد وجني الثمار الصيفية بما أن فصل الصيف حل فإما أن تكون مانجو من الزبدة الحالية المذاق أو أن تكون ثمارا شوكية كما اعتاد عليه أهل الصحراء فالمنتج نفسه يتكرر بلا شوق لرؤيته مرة أخرى عكس ما يحدث مع المانجو آنفة الذكر. اعتاد الطالب أن يخوض الإختبارات ومعنى ذلك أن يقوم بحل الأسئلة المملاة عليه شفهيا أو كتابيا ,هذه الأسئلة إما أن تكون معيارا حقيقيا لقياس مهارة درسها الطالب خلال الفصل الدراسي وإما أن تكون أشبه بمقدار طبخ الكبسة في مطعم شعبي اعتاد هذا الطباخ أن يكررها يوميا بنفس الشكل والطعم والرائحة والنكهة. ووجه الشبه هنا هو أن من يقوم بعملية التدريس إما أن يكون أكاديميا ويعرف ماذا يقصد بالإختبار وما هو الهدف منه وإما أن يكون شبه أو نصف أكاديمي يقوم بتكرار الأسئلة فصلا بعد فصل وعاما بعد عام وهدفه من الإختبار هو الإحتفال بنهاية الفصل والتمتع بالإجازة دون أن يحقق الهدف المرجو. وبالتالي فالطلاب ينقسمون إلى صنفين الأول من يقوم بمتابعة هذا المعلم والمحافظة على البقاء معه مع حفظ نماذج الأسئلة السابقة ليحقق النجاح بسياسته المتبعة دوما بينما الصنف الثاني لا يرى العدالة ولا المعيار الصحيح لقياس مهارة الطالب خلال الفصل الدراسي وبالتالي يصاب بالإحباط ويرى أن سلك طريق الصنف الأول أهون بكثير ويحقق نفس النتيجة إن لم تكن أفضل. أقول,, إن هذا التوجه الخطير في طريقة عمل الإختبارات والذي اقصده اختبار المقادير ساعد في تدني مستوى المخرجات لأن المصداقية في النتائج غير حاضرة تماما والسبب أن المعيار غير حقيقي ولا يقيس المطلوب قياسه إن كان هناك معيارا يذكر. هذا الأمر يقود لفقدان الطالب الثقة في معلمه ومصداقيته والذي يجعل منه شخصا كارها للتعلم وهذا ما يعانيه مجتمعنا الآن من تسرب وعدم حب للتعلم وعدم الجدية في التعلم التي هي العنصر الأساسي في تحقيق الفائدة من التعلم أو عدمه. أمنيتي أن أرى أنصاف وأشباه الأكاديميين خارج مؤسساتنا الأكاديمية عاجلا مهما كلف الأمر حتى لا يتفاقم الأمر.
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد
Mr-almosa@hotmail.com
>