إن تعدد المسؤولين والمديرين في الجهة الخاصة والحكومية الواحدة . يفضي إلى التناقض والازدواجية وبالتالي سيكون لها معقبات وتأثيرات على مسيرة العمل والإنتاج. مما يتيح للمشاكل أن تحضر وبقوة . فكلٌ له آراءه ومقترحاته وقراراته .. وهنا تحضر البيروقراطية ويطغى التعقيد .. ويحصل حالة من تأخر النمو وتراجع وتيرة الإنجازات المنتظرة والمطلوبة .. وهذه القصة الرمزية التربوية تحاكي منطقنا وتحكي شيئاً من واقعنا الإداري المأزوم .. ذات مرة كان هناك سباق تجديف بين فريقين . عربي وياباني . كل قارب يحمل على متنه تسعة أشخاص ، وفي نهاية السباق وجدَ المحكمون والخبراء أن الفريق الياباني فاز بفارق رهيب جداً . هل تدرون لماذا ؟! بعد تحليل النتيجة وجدوا أن الفريق الياباني يتكون من مدير قارب وثمانية مجدفين ، والفريق العربي يتكون من ثمانية مديرين ومجدف واحد ، حاول الفريق العربي تعديل التشكيل ليتكون من مدير واحد . مثل الفريق الياباني ، وأعيد السباق مرة أخرى .. وفي نهاية السباق كانت النتيجة فوز الفريق الياباني بفارق رهيب أيضاً ! تماماً مثل المرة السابقة .. وبتحليل النتيجة وجدوا أن الفريق الياباني يتكون من مدير قارب وثمانية مجدفين ، وفريقنا العربي قد غير تشكيلته لتتكون من مدير عام ، وثلاثة مديري إدارات ، وأربعة رؤساء أقسام ومجدف.. فقرر فريقنا العربي الأبَي محاسبة المخطئ .. ففُصَل المجدف من عمله ! وهذه من السلبيات الإدارية إن لم نقل نكسات إدارية. تعدد المناصب والصفات في جهات وإدارات الصغيرة والكبيرة كان له الأثر السلبي على العملية التطويرية والإنتاجية.فمثلاً الإدارة التي له مديران تغرق فما بالك بأكثر من مدير !
• قاص وروائي asa1430M@windowslive.com
>