يلتحق الطالب حديث التخرج من الثانوية بالدراسة الجامعية في سن الثامنة عشر. هذا المرحلة من العمر قد تفهم لدى الكثير أنها بداية مراحل النضوج الفكري والسبب هو ارتباط مفهوم البلوغ بالرشد وهذا ما يستحث التفكير في علاقة سن البلوغ بسن الرشد أو (سن الهدى) والمثير للتساؤل هنا هل ظهور علامات البلوغ هي دلائل بلوغ سن الرشد أم لا؟ إن مفهوم بلوغ سن الرشد هو رفع الولاية والوصاية عن الشخص عند وصوله لمرحلة الاعتماد الذاتي والتي تخوله لتسيير الأمور في المسار الصحيح . وبما أن الحديث عن الطالب الجامعي فإن الملحوظ ممارساته السلوكية الخاطئة التي تنم عن جهل خطأ هذه السلوكيات نتيجة عدم التمييز بين الصواب والخطأ في هذا السن بل والأغرب من ذلك هو الإصرار على ممارسة السلوك رغم ادراكه لعدم ملائمتها له. وللتوضيح أكثر سوف استعرض بعض الممارسات الخاطئة لبعض الطلاب كمحاكاة التقليعات والموضة في قصات الشعر الغريبة ونوعية الملابس المرتداه على سبيل المثال والتي يتبعها شبابنا اليوم بشكل ملحوظ لدى الجميع والتي لا تمثل هوية شبابنا الإسلامية التي هي هوية الشعب السعودي المحافظ. وتشكل هذه الممارسات اكبر السلوكيات الغير لائقة بالطالب الجامعي اليوم والتي لديه القناعة المتناهية بأنها حق شخصي يجب عدم حرمانه منها انتهى كلامه عند هذا الحد والحمد لله. إن الإيمان القوي بصحة هذه القناعات لدى الشاب في هذا السن أيا كان المصدر إعلاميا أو اجتماعيا الأمر الذي استوقفني هنا وجعلني أتساءل من هو الموجه الآن لشبابنا ومن هو القدوة لهم بل من هو المحرك السلوكي والعنصر الفعال في تنمية سلوكياتهم ولماذا وكيف نستطيع إحلال البديل المناسب دون المساس بحرياتهم؟ نعود إذا لسن البلوغ وسن الرشد فإذا كان شبابنا وصلوا لسن البلوغ دون سن الرشد فهل نتركهم بلا وصاية والمقصود بالوصاية هنا التوجيه والتهذيب المهذب أم نمارس الوصاية عليهم مجددا ولكن بالطريقة التي تليق بالسن الذي وصلوا إليه مما يجعلهم يتقبلونها دون الإحساس بأنها تخالف أفكارهم وتوجهاتهم وتقلل من شأنهم وإنما هي نظرة أوعى من شخص أوعى. إن تنمية الحوار بين أصحاب السلطة التربوية وبين النشء مسألة يجب تفعيلها داخل مجتمعنا حتى تتقارب وجهات النظر ونصل لنقاط التقاء طالما سعينا كثيرا لوصولها والذي بدوره سيساعد في تلافي الفجوة التفكيرية التي ولدت بين سن الآباء وسن الأبناء نتيجة التغيرات السريعة احدها الثورة التقنية التي خلقت تضادا فكريا بين الجيلين أدى لحدوث فجوة ثقافية كبيرة قد تكون السبب الأساسي في إيجاد القدوة البديلة. هؤلاء الجيل هم الثروة الحقيقية التي يجب أن نستثمرها وأن نحسن بناءها حتى لا تلعننا يوما ما نظير عدم إهمالنا لها .
* أكاديمي كلية اللغات والترجمة
>