قبل أكثر من شهرين انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ محمد بن عبد العزيز الراجحي ،
أسأل الله له المغفرة والعتق من النار ، لقي ربه وقد بلغ إجمالي ماأوقفه في سبيل الله ماقيمته أكثر من ملياري ريال مابين أوقاف تدعم الفقراء وأخرى تدعم الأيتام وغيرها تدعم طلبة العلم والمساجد ومنها ما يدعم الحجاج .
إن الإنسان في هذه الحياة الدنيا في اختبار عظيم ، حتى ماله الذي يملكه هو اختبار له ، بل هو من أعظم ما يبتلى به الإنسان، فكم من أهل النار عياذاً بالله لايجرهم إليها إلا أموالهم ، وطوبى لمن أبلغه ماله الجنة…..
يقول حبيب الله عليه أفضل الصلاة والسلام : {اتقوا النار ولو بشق تمرة } ، لم يكن في ديننا الإسلامي الحنيف ما يحد الصدقة بحد أقصى أو حد أدنى فكل ينفق بحسبه ، حتى الذي يكد ويشقى ولا يجمع إلا القليل بإمكانه أن يكون من المنفقين والمتصدقين في سبيل الله ، بل أعظم من ذلك أن الصدقة قد تكون بالمال وغير المال من مأكل وملبس وحاجيات ،وما يستحق الوقوف والتأمل أكثر أن الصدقة قد تكون بالإبتسامة نعم الابتسامة التي لاتكلف شيئاً .. فقد أبلغنا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم بقوله {وتبسمك في وجه أخيك صدقة }.
ماأعظم هذا الهدي وما أجله … دائماً يحث على الخير والسماحة والمودة بين الناس والحرص على المنفعة فيما بينهم .
ما بدأت به هذه المقالة من قصة الراجحي رحمه الله قصدت منها رسالة موحدة لجميع المسلمين بأن المال الذي يصرف في سبيل الله هو الذي يبقى … وأخص بهذه الرسالة من رزقهم الله أموالا وعقارات جعلت منهم {تجاراً} ، فالله عز وجل قد أغناهم وأفقرغيرهم ، فليتأملوا في حكمة الله ، وأنه لو أراد سبحانه لجعل جميع الخلق أغنياء …
إن أوجه الإنفاق كثيرة وكلي يقين بأن غنياً واحداً فقط من كل منطقة لو أنفق ربع دخله الشهري لسد جوع فقراء ومحتاجي منطقته لأمكنه ذلك ولا أبالغ في هذا الأمر .
لم نسمع أن صاحب مال ممن عرفوا واشتهروا بأموالهم قد تبنى مشروع إسكان لمن يسكنون العراء ويفترشون التراب وسقفهم قطع من الحديد أو الخشب وأنيسهم البرد والخوف والجوع …
علمت من أحد الأشخاص قبل فترة قريبة محاولته وخمسة آخرين معه في الضغط على ظروفهم وإنشاء عمارة مكونه من أربع شقق وتمليك كل شقه لأسرة محتاجة .. هذا الرجل أعرف جيداُ أنه لايملك في التجارة ريالاً واحداً .. ولكن دفعه لذلك أنه شعر بالمسؤولية أمام الله وأنه ليس مجرد رقم يزيد من عدد السكان بلا نفع .
حينها قلت هل فقد بعض التجار لذة التجارة الرابحة مع الله ؟؟
ألا ليـــت عــثمان بن عفــان قد رأى *** صنوفاً من التجــار أو هـــكذا ظنّوا
يخوضون في الدنيا وفيها انشغالهم *** وإن هم دعوا للخير في دينهم ضنّوا
إن من يقول بأن الدولة هي الكفيلة بالفقراء والمحتاجين ولا شأن لنا كمواطنين بهم لم يصل بعد إلى مفهوم { وماتقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ..} البقرة >