قد تحصل على مبلغاً طيباً حلالاً بَلالاً.. من المال لمجرد أنْ تذهب إلى مكتب العمل بأوراقك ووثايقك الرسمية وتطلب ( تأشيرة سائق خاص ) وإن كنتَ لا تريده. بل لبيع تأشيرته . تلك هي أسرع وسيلة في هذه الأيام والسنوات الماضية لمن يريد أن يبيع أسمه. ويحصل على عشرة آلاف ريال أو أكثر أو أقل والغالب أنها في تصاعد مع غلاء كل شيء. وبطريقة نظامية وسريعة ! هذا هو حال البعض للأسف الشديد . تجارة التأشيرات “مولعة” وفي أوج عطاءها ! وهو نوع من فساد الضمير والأخلاق لكنه بابٌ يفضي إلى فساد نظامي وحسب التعليمات وتوجيهات الصادرة في هذا المجال . الأوراق صحيحة والطريقة نظامية والنتائج مربحة فكيف بنا لا نسرع من أجل زيادة أعداد العُمّال في هذا الوطن ومن أجل زيادة تخمة أرصدتنا .. أعني أرصدة البعض ؟! بهذه الطريقة ساهم الكثير منّا في زيادة العمالة الوافدة التي تأتي بلا مؤهلات ولا خبرات بل تزيدنا (عِللٌ على عللنا) ولا تضيف لنا ولوطننا إلا المشاكل والجرائم وتحويل أموالنا إلى الخارج بالمليارات كل عام هجري . وتـُضاعف من بطالة شبابنا المتعفف عن العمل المهني الشريف ! فكل شخص لديه الحق في طلب سائق خاص وهي أسهل طريقة للحصول على تأشيرة . وسوف تجد المئات من المُشترين لها وما عليك إلا أن تقيم مزاداً لمن يدفع أكثر . فقط أنت كفيل للعامل ” حسنين ومحمدين” الذي لا يعمل لديك ولم يأتِ سائقاً بل بائعاً في محل جوالات كمثال. يعني المهنة التي أتى بها في وادٍ وعمله الحالي في وادٍ آخر . العجيب أن بعض مكاتب العمل تطبُّق النظام بحذاريفه فيما يخص شروط استقدام السائق الخاص. وبعضها (تمشِّي الأمور) وهذا التناقض أسهم بوجود مكاتب الباطن التي ( تخلـّص) لكَ الموضوع من مكاتب العمل والتي عجزت أنتَ عن تخليصها بطريقة نظامية والمقابل ألف ريال.. هذا وجه من وجوه الفساد الكثيرة و. لكنه فيما يبدو وجه نظامي مشروع !!
* قاص وروائي asa1430M@windowslive.com >