عن الإشراف التربوي أتفق معك واختلف سعادة المدير؟!

كنت آمل لو كان تعليقي مسموعا لا مكتوبا لمدير التعليم بعسير حول ماذكره في لقاء الشئون التعليمية بإدارته،ووصفه الإشراف التربوي بالمعوق للتعليم وقد عمم ولم يخص، وذكر بأنه جزء من المشكلة،ونشر ذلك في الصحف ،وتعليقي عليه ،فأنا (أتفق) مع جزئية في رأيه الذي أقدره ،وأختلف معه ،وإن كان رأيه تعوزه “دراسة ميدانية ليكون موضوعيا في طرحه” ،فأتفق معه أن وضع الإشراف التربوي لايسر أحدا،وأنه لم يحقق طموحات المسئولين في الوزارة ،ولا في إدارات التعليم ،بل حتى (المشرف التربوي نفسه لو سئل عن واقع الإشراف ،لذكر بكل تجرد أنه لم يحقق فيه أدنى طموحاته في الميدان)وليس راضيا عما يقدم لأسباب عديدة ،منها قلة تبادل زيارات المشرفين،قلة الدورات التخصصية لرفع خبراته ،ضعف حوافزه ،دخول الإشراف من لابستحق فأسأ له ،وأخطأ في ممارساته،وأسباب ميدانية أخرى ،و(اختلف) مع مدير التعليم ،حين نظر بنصف عين ،فلم ير في الإشراف إلا أنه جزء من المشكلة،ونسي بأنه كان جزءا من الحل في مواقف وقضايا تربوية كثيرة،وهو الجهاز الذي واكب مسيرة التعليم منذ البداية، وتطور عبر مراحله من مرحلة (التفتيش مرورا بمرحلة التوجيه، وصولا إلى مرحلة الإشراف التربوي ) وهي المرحلة التي عمل من خلالها المشرف بمبدأ الشراكة مع عناصر المدرسة ،ولعب أدوارا كبيرة في مسيرة العمل التربوي،لكن بودي تذكير المدير العام بدون مجاملة ،بأن وضع الإشراف ماهو إلا (انعكاس) لحال وزارة التربية والتعليم ،ووضع إداراتها التعليمية ،وماتعيشه من أزمة في الفكر الإداري ،وتوهان في بحر المشروعات الفردية،وتخبط في تطبيق التجارب التربوية ،فجأة ثم تلغى فجأة ،وتعصب للآراء الشخصية،وتباطؤ في تشخيص أوجاع التعليم ،وقد احتل المراتب الأخيرة بين دول العالم كما جاء ذلك في مقياس ميكانيزي،رغم حجم الإنفاق عليه ،وتأخر في تنفيذ قرارات إصلاح أوضاع التعليم ليلامس طموحات قادة البلاد في الرقي بمستواه ومنسوبيه ،بالرغم من (قناعتي بماحدث لتعليمنا من تطور مؤخرا )،والانشغال بلعبة الكراسي الوظيفية،ثم يأتي من يحمل الإشراف التربوي (تأخر التعليم) ،ويصفه بالعائق لمسيرة التعليم ،كما قال سعادته ،بينما المشرف التربوي يمارس مهامه في مدارس مستأجرة تفتقر للبيئة المدرسية ،ومباني حكومية تقادم العهد عليها،لاتعينه على تنفيذ مناشطه وبرامجه ولا تستوعب أفكاره مع المعلمين ،ويواجه شرائح من بعض المعلمين المقاومين للتغيير،ويقف عاجزا أمام مدارس تعوزها التجهيزات المدرسية،وتعاني نقصا في وسائل التعليم الحديثة ،وتكتظ فصولها بالطلاب،وتخلو من تخصصات بحاجة إليها ،ويتعامل مع فئة من مديري مدارس،لم يؤهلوا لتفعيل دورهم كمشرفين مقيمين كي يتابعوا زياراته ،ومع معلمين محبطين لم يحصلوا على مميزات تقوي انتمائهم الوظيفي،ومع معلمين مقصرين لايملك قرارهم وفوق هذا فهو يحمل ملفا من الأعباء المثقلة ” لاتنتهي ،ولا تتفق مع مهمته الأصلية “التدريب” تصرف جهوده نحو ممارسات بعيدة عن مهامه ،وتدفعه في مواقف كثيرة نحو علاقات مأزومة مع بعض عناصر الميدان ،وتنسى القيادات أن للمشرف كبشر متطلبات نفسية ومهنية، كما لبقية عناصر المدرسة،أنا أتمنى أن يعطل الإشراف التربوي لمدة عام عن الزيارات الميدانية ،ثم تجرى دراسة على الميدان لتشخيص واقعه،ثم يقرر المسئولون في ضوء النتائج وضع الإشراف في الإبقاء عليه أو إلغائه.

faya11@maktoob.com>