الطبقيّة في تعليم عسير

انتشار التعليم من أسباب رقي الشعوب وتحضرها, والحكومة السعودية ألزمت نفسها بموجب النظام الأساسي للحكم بتعليم مواطنيها على نفقتها, بهذا التعهد من الحومة أضحى لكل مواطن حق التعليم في أيّ مكانٍ كان من المملكة وبالتساوي بين الجميع؛ لأن النظام لم يبين فوارق بين المواطنين.

إلا أن الحال في تعليم عسير الذي أنتمي له كمعلم واتحدث عنه من الداخل, لم يخلو من إحداث تلك الفوارق, فهنالك مدارس يتم إعدادها وتهيئتها لتكون قبلةً للزوار من خارج المنطقة والوفود التي لا ترى من الحقيقة غير ما تم تلميعه أمامها, في حين أن المدارس الأخرى بها من السوء الشيء الكثير, فحينما تتحدث عن مدرسة ابتدائية وسط المدينة تم صرف الملايين عليها من أجل أن تكون واجهةً, فإنه من جانب آخر يجب أن تعلم بأن هذه المدرسة وجهةً وهدفاً لأبناء الذوات, يتعلمون فيها وتتم رعايتهم والعناية بهم كمواطني درجة أولى, في ذات السياق لو خرجت قليلاً خارج المدينة ستجد مدارس مخجلة وأثاث لن تجده في مدرسة تنتمي لدولةٍ فقيرة, وأنا على يقين بأن تلك المدارس

(هَرِمَ مَنْ فْيِهَا) وهم ينتظرون تلك اللحظة التاريخية والتي تنظر لهم إدارة تعليم عسير بعينٍ بعيدةً عن الطبقيّة, وتتعامل معهم كمواطني درجة أولى لا كما هو الحال من التعامل معهم كمواطني درجة عاشرة, وليس لأولئك الصبية من ذنب إلا أنهم أبناء البسطاء.

وللخروج من مأزق الطبقيّة في تعليم عسير, فإنه يجب على مسؤولي التعليم في عسير أن يتعاملوا مع الجميع وفق النظرة العامة التي أقرها نظام الدولة, وهي التعامل مع الجميع بعدالة وانصاف وتكافؤ للفرص.
>

شاهد أيضاً

سكر الأجاويد في نهار رمضان

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com