كتب_ احمد عبدالخالق الجميري:
قال تعالى في كتابه الكريم ” كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام”.
لله ما أعطى ولله ما أخذ فرحمة الله عليك يا شيخ قريتنا وياكبيرنا ويامن كنت تمثالا لاينكسر. للذين يعرفون الشيخ سعيد بن حميد الجميري عن قرب وعن بعد أقول لهم: بفقده فقدنا هامة وقامة بل وأجزم أن الوطن مهما كان ذلك الوطن سيفقده فكم كان حليما في تعامله وكم كان حريصا على الخير .
أعرف الشيخ منذ أن كنت طفلا في ساحات القرية .عشت حينها أرقب نبت الأرض وأتأمل الأفق بعيدا في مزارع القرية. كنا نصعد الجبل من صدر آل جميرة في تهامة ونمكث نزرع الأرض ثم نحصدها وكان الشيخ نعم المعين ونعم الوالد الحنون. كنت اتحسس التراب وأتلمس الشجر وأشم رائحة الورد والأزهار عندما أمر بجانب بيت الشيخ وأهله ذهابا “للرفيع” ذلك الحقل الصغير بجانب بيت الفقيد يرحمه الله. كنت أنظر للشمس عند الشروق وهي تلفح جبين البيت العتيق بجانب الحقل فأشعر بالدفء وأظن أن الدنيا هكذا. مات الفقيد فماتت الكائنات من بعده واستوحشت قريتي إيذانا بالرحيل.
أسأل الله في علاه أن يتغمد الفقيد بالرحمة والغفران وأن يلهم أهله ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان. كما أسأله تعالى أن يعوضنا خيرا وأن يعين من يخلفه على العدل والخير
>