من يعرف ورد أبها أيام البساتين والنهر الجاري على امتداد السنة.. يذكر عطره الزاهي وشذاه الفواح.. تتصدر باقاته المجالس.. ويتهاداه الناس بالمناسبات.
غاب عنا الورد سنوات الجفاف الطويلة.. كدنا ننساه وهو جزء من موروثنا.. حتى قيض الله رجل أعمال من الطائف المأنوس.. من أسرة (آل عثمان) أوجد مزرعة على امتداد وادي أبها (بني مالك) خاصة بالورد (الجوري) مدحها من رآها وأثنى على جهود صاحبها الذي اعتنى بها وأوجد بجانبها معملاً لصناعة الروائح العطرية.
لم أزرها بعد، وإنّما اطلعت على أخبارها وسعدت بما وصلت إليه نجاحات يؤمل منها الخير لإثراء المجال السياحي بالمزيد من ألوان العطاء لمتعة المقيمين والزائرين.
مزرعة الورد البهيجة مثل واحد على آلاف من المبادرات التي يمكن أن يستثمرها أهل المال والأعمال من الرجال والسيدات، الذين يملكون القدرة على امتداد الوطن والنية الصادقة لتنويع اقتصاديات البلاد والوصول ـ ليس للاكتفاء الذاتي ـ فقط وإنما للتصدير كذلك إذا أراد الله تعالى.
أبارك لأبها البهية بعودة وردها الجوري بزهوه وجماله.. وأستنهض الهمم لمشاركة الأمانة (البلدية) جهودها هذه الأيام لإصلاح الطرق والميادين والحدائق على مستوى (أبها الحضرية) وحديقتها الكبرى (حلم أبها)، ومطعم الطائرة وطريق الملك عبدالله وتقاطعه مع طريق الأمير سلطان الموصل للفرعاء.
وأنادي القادرين من أبناء المنطقة وغيرهم من إخوانهم بالمناطق الأخرى للعمل الجاد بمشروعات تعود عليهم وعلى بلادهم بالمنفعة والنماء.
اجتماع القطاعين الخاص والعام على خدمة الوطن وإصلاح شأنه كفيل بإيجاد المعجزات إذا صح العزم وصدقت النوايا.
الأموال المهاجرة أولى أن تستعاد وتكرس بموئل الأمن والاستقرار.. ومهيع الطبيعة الساحرة.>