فايع آل مشيرة عسيري
تتشبث اللحظة غرقاً،وتيهاً،وعبثاً،ووجدَّاً كأنها لم تستوعب الحدث..أو كأن الحدث أكبر من عقولنا،وحين يكون في رحيل عظيمٌ كسعود الفيصل..! وحين ترثي السياسة سعودها،وفيصلها فتجدها حائرة في تقاسيم شخصية هذا السياسي المحنك..صوته،ونبراته،وحكمته،وقراراته ونظراته،تستطيل العقود الخمسة كي تكتب للسياسة السطر الأخير المحزن إنها مدرسة الفيصل الكبرى..تلك المدرسة التي علمتنا إن للسياسة وجه آخر تحبه الشعوب ذاك الوجه هو وزير الخارجية سعود الفيصل..هذا الشاب الأنيق الذي ألفناه وتيقنته قلوبنا بأنَّه رجل السياسة الأول رغم تقدم السنوات به،والأكثر وسامةً حين يتحدث عن وطنه منافحاً ومناضلاً ودبلوماسياً رشيقاً في السير بوطننا نحو السلام،والأمان،دون الدخول في أزمات غير محسوبة..سعود الفيصل رحمه الله هو الصورة السياسية العملاقة التي ظلت،وماتزال هي العالقة في ذاكرة كل السعوديين بمختلف مراحل أعمارهم..هي وثيقة الحب والإنصاف المليئة بالفقد،والحسرة،والكثير من الدموع..سعود الفيصل هو الأكثر دراية بوطنه وعلاقاته بالشعوب..كنا نتسمر طويلاً أمام الشاشات كي نستمع لخطاباته لأننا نعلم بأنه الأوحد،والأقدر،والذي ينطق بنبضات قلوبنا،وعواطفنا..نراه من كوكب آخر دائمـاً حتى في إبتسـاماته نشعر بأنها تمهَّد الطريق لإتخاذ قرار تاريخي كما هي مدرسة الفيصل الأب..!
ومضة:
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر
فليس لعين لم يفض ماؤها عذر>