لم يعرف أسلافنا الأبرار في سابق عهدهم إلاّ العفوية في الحديث ،والأفقية في الطرح ، وجمال المنطق في النقد !
وكانوا بتلك السجايا السامقة ينبذون المناطقية التي تخلق الفتنة وتمزق روح الانتماء بل كانوا يجلّون طبيعة كل فرد من أبناء الوطن وكانوا أيضاً يظهرون جماله وروعة مكانه وسمو تأدبه ، وذلك في سرهم ونجواهم.
هكذا كان أسلافنا الكرام وهكذا كانت أخلاقهم وسمو تعاملهم حيث هم إمتداد لجيل ربياني بزغ نوره من نسيج هذا الكيان الشامخ بأسلافه الكبار حقاً وبثقافته وبحسن تدينه وبرؤيته الوطنية التي وسعت كل شبر من ثرى بلادنا الطاهرة الغالية ، وكانوا يرون بعين الحصيف أن كل شبر من أرض هذا الثرى الطاهر هو ملك لأبنائه وهو مأرز لأهله وهو ثراء حقيقي لقيادته.
ثم شاءت عواصف الإعلام الخاص وبمخرجاته الراهنة وبمؤسساته الواهنة بأن تسهب في إشعال فتيل حمى السباق وتؤطر برؤيتها القاصرة الأسباب المشجعة في جذبهم في جذبهم للرائي ؛ أهي بالفكاهة المبتذلة ، أم بالرذيلة المقيته أم بالإسفاف الهابط أم ماذا؟؟!!
هذا هو تصوري الشخصي للميدان الإعلامي لبعض الفضائيات الخاصة ونوع المهالك التي تجرنا فيها ، والإسفاف الذي يوهمون جيلنا حوله ، وما التندر الملاحظ آنياً بلهجة بعض مناطق وطني إلاّ هوى زائف وجذب شيطاني ممزوج بوهن عقلي وسلوك غير سوي !
إن كاتبي سيناريو تلك الروايات ومنفذيها لم يعد لهم في هذه الآونة مكان بيننا نحن أبناء الوطن الواحد ، ولن تكون لهم بعد هذا اليوم تاريخ يسطر إلاّ بحماقاتهم فهم بذلك سادوا!
إن لهجة أبناء وطني بعمومهم إنما هي إرث ديني وفطري وهوية وطنية لم ولن يعرف قيمتها الذوقية إلاّ أهلها وأن من يريد إبراز لغة المنطقة وعادات أهلها بالتندر والاستخفاف فلقد أخطأ ثم أخطأ ثم أخطأ!
إن الرهان الحقيقي والملمح الساطع هو تلقين النشأ على صدق الانتماء ومباركة الولاء ونبذ كل مامن شأنه الاستخفاف باللهجات أو العادات لأبناء وبنات هذا الكيان السعودي الطاهر.وكفى بنا حاسبين.
والله المستعان
( عبدالله آل قراش)>