ماأجمل الغيرة على السلوك فضلاً عن العادات والقيم والأخلاق ، وماأجمل أن تجد أباً مثقفاً يسجل موقفاً ويكسوه بحلة العيد الدافئة ، في حين الندرة في ذلك!
وماأجمل أيضاً أن يكون هذا الأب المربي قيّماً حاضناً لأدبيات الحوار ، يختار انسب وأرقى العبارات ليدفعها في وجه من يرى أنه حاز على ثراء البسيطة في التندر بتلك الألفاظ غير المسبوقة في مكان أشبه مايقال بأنه مرآة للأمة ويعكس تدينها وحسن ثقافتها ناهيك عن الهدف الأسمى وهو الترويح عن الأطفال بما يتلائم مع فطرتهم وأخلاقهم وطبيعة مجتمعهم ..
ابن وطني الكريم الذي وقفت على ذلك المسرح وظننت واهماً أن من يقف أمامك هو ذلك الطفل الذي رأيته وسمعت منه قبل عشرة أعوام ، وأن الأب هو ذلك الأب الذي جاملك قبل عشرين عاماً ، ولم تعِ يارعاك الله أن الأحوال آلت إلى التسارع وأن ثقافة مجتمعنا السعودي تحديداً أصبحت مضرباً للمثل لأنها قامت وستظل إن شاءالله على ثوابت راسخة لن تزول أبداً.
المسرح ياصديقي هو نبراس حقيقي لإيصال صوت الأمة ومعاناتها لما هو أبعد مما تخيلته مبادراتك !
المسرح ياصديقي لايقبل ابتداءًا إلاّ بأناس مميزين في الفكر تحديداً لهم باعهم الطويل في النقد والتوجيه ولطافة الكلمة.
أيها الأب الغيور مما رأته عينيك وسمعته آذانك الطاهرة وأمّنت معك عليه الأمة ، أنت على حق وما خالفك في رأيك تحديداً فقد باء بغضب من الخلق ، وأن لم يقم ذلك الصديق بالاعتذار فحق لنا ألاّ نجر أنفسنا وأطفالنا لمكان مثل هذا!!
(عبدالله آل قراش)>