قصة واقعية يعيشها زائر منطقة عسير حالياً.. الشمس ظهورها متقطع منذ مطلع الأسبوع.. أمطار متواصلة بغزارة.. البَرَدْ على قمم جبال السروات.. والملابس الشتوية والثقيلة خرجت من جديد .
من يقصد السودة الآن، يجب أن يسلك الطريق السياحي، وعلى مدى هذا الطريق، هناك الكثير من المتعة، والمفهوم الحقيقي للسياحة الداخلية، والواقع الذي فرض المنطقة كوجهة سياحية.
لا يكاد أن يبدأ السائح بقطع الطريق صعوداً للقمة الأعلى في المملكة والتي تصل لـ 3200 متر من سطح البحر، حتى يلفه الضباب الكثيف الذي يعطل الحركة المرورية، ويجد الأمطار التي تتشكل على المدرجات الزراعية.
هناك من بنى خيمته لوقايته من المطر، الأطفال خرجوا للعب تحت زخات المطر، الشباب خرجوا لتوثيق اللحظة، سيلفي الضباب، صورة من المطر، لقطة بين البروق .
لم تقتصر تلك المناظر لزائر عسير، الصورة الأجمل هي اضطرار البعض للبحث على الحطب، أشعلوا نيرانهم بقصد التدفئة، واصل مسيرته بعد أن أمضى الساعة حتى وصل، ظل يبحث عن موقع تحت شجر العرعر ليقيه وأسرته، وجد المكان، ووضع حاجاته، ذهب أطفاله للعب، ومكث يتابع تحركاتهم، مع انشغاله بتجهيز وجبة الغداء، النار مشتعلة، الأمطار تنهمر، الضباب يلف المكان، الضحك في كل مكان، مواقع التواصل الأجتماعي تعج بصور ومقاطع الفيديو من عسير، حيث درجات الحرارة لم تصل للعشر درجات مئوية.
هناك في المقابل من يتلقى الصور وهو خارج المملكة للبحث عن هذا المنظر، لم يجدها هناك وخسرها هنا.
>