استنكر الدكتور ناصر محمد آل قميشان الأستاذ المساعد في جامعة الملك خالد ووكيل عمادة شؤون الطلاب للأنشطة والأمين العام لجمعية رعاية الأيتام بمنطقة عسير. أمين عام المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية بعسير استنكاره للعمل الإجرامي الآثم الذي وقع في مسجد طوارئ عسير بقوله :
حادث التفجير الآثم في المصلين الآمين الذين يُعدُّون لحفظ أمن الوطن والمحافظة على مقدراته يعبر عن ضخامة الإشكال الفكري والعقدي لدى هذه الفئة التي تتفلت من قيمنا ومجتمعنا بلا وعي أو إدراك حتى أصبح الحليم حيران في الطريقة التي يتم بها استمالة هؤلاء الصبية وتجنيدهم ضد دينهم بهذه الوحشية وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
لا يوجد عاقل لا ينكر هذا العمل ولا يتبرأ من هذا الفعل الشنيع، ولابد من تجاوز هذه المرحلة للبحث عن خطوات عملية لمعالجة تسرب الصبية الصغار لهذه التنظيمات من دون استغلال الحدث لرمي التهم وتصفية الحسابات والانشغال ببعضنا .
إن دور مؤسسات التعليم كبير في حفظ الأمن الفكري لدى النشء واستغلال أوقات فراغهم في مناشط مفيدة هادفة تحقق لهم بناء شخصياتهم النافعة والمؤثرة والمستقلة ، حيث تُرسم لهم القدوات النافعة ذات الفكر السليم والسلوك السوي، وهذا هو ما يستهوي المراهق ويستميله ويستقطب به للتنظيمات الإرهابية؛ إذ يُغرى بالفتوة وتحقيق الذات وتُصوَّر له البطولة في سلاح قاذف وحزام ناسف وشعر مسدل وعصابة سوداء حتى يرى في هذه المظاهر معنى بطولة الحقة والقدرة على التأثير بالقوة وتبقى مهمة تغذيته بالفكر الخبيث من متممات هذا الشخصية.
وللآباء والأمهات والإخوة والأخوات دورهم في حفظ الأسرة من ضياع الفكر؛ إذ تعد التقنية غير المنضبطة مجالا رحبا للإفساد فلابد من المتابعة بحذر وملاحظة التغير في الفكر والسلوك بدقة، ويزداد الأمر أهمية مع الأبناء في سن المراهقة، ومن اليوم لن يعذر المجتمع أسرة إرهابي مفجر يقتل المسلمين ذلك أن داء التكفير مرض يستوجب العلاج، وتبلغ الجهات الأمنية في حال استحال العلاج بالفكر والحوار والإقناع.
ويبقى دور العلماء الدعاة مهم في تنويع خطابهم العلمي والدعوي والوصول إلى الشباب، فجيل اليوم جيل فكر وحوار وإقناع وتقنية لابد من التعامل معهم بذكاء وإقناعهم بالعقل والحجة وتقديم الفكر السليم في قالب مشوق يستفيد من وسائل العصر وتقنياته وإمكاناته .
وللقرار السياسي والقيادي دوره في بتر كل فكر ضال منحرف يذكي جذوة التطرف ولو كان في قناع الناصحين الواعظين المثقفين، فهذا البلد الآمن قام على التوحيد والشريعة واشتد عوده بهما ولن يبقى متماسكا في وجه فتن العصر إلا بما قام عليه، وهذا هو سر قوته وتميزه وهو العهد الوثيق بين الراعي والرعية وكل ما ينقض هذا الميثاق لابد أن يوقف بحزم وعدل .
ونجدد في كل محنة وكرب عهد الولاء والطاعة لهذا الوطن وقيادته ونعدهم أن نكون في ثغراتنا درعا حصينا وسدا منيعا ضد من يريد بفكرنا أو بوطننا سوءا …
أدام الله على هذا الوطن أمنه واستقراره وقيادته وأحسن الله عزاء أهالي الشهداء وبلغهم شفاعتهم …>