سنابٌ هنا .. وسنابٌ هناك ..!!

image

جميعنا مؤمنون ونشكر الله عز شأنه على هذه النعم التي أنعمها علينا ، وعلى هذا التقدم المشهود الذي يشهده العالم أجمع والتطور الذي نعايشه في شتى المجالات .

ومع مرور الأيام وتعاقب السنين يتوقف المرء وقفات عدة ، وأنا اليوم أتوقف أمام وافدٍ جديد على ميدان التواصل الاجتماعي الرحب ألا وهو برنامج (السناب شات) الذي بدأ يستحوذ على زحمٍ كبير وكأني بحالنا اليوم نجري بين سنابٌ هنا .. وسنابٌ هناك .. !!

في الماضي بل في الماضي القريب كانت حياتنا بسيطةً جداً ، لم يكن هناك بما تسمى بوسائل التواصل الإجتماعي الموجودةٌ في وقتنا الحالي من السناب شات ، وغيره الكثير من تلك الوسائل الحديثة .

وفي زمننا الحالي أصبح البعيد يحِلُ محل القريب والحمد الله الذي أنعم علينا بهذه النعم التي لا تعد ولا تحصى ، وأصبحت تلك الوسائل مصدراً أساسياً للتعارف بين أوساط المجتمع فيما يرضي الله ، ولا إعتراض على ذلك وهذه هي سنة الحياة .

و مع مرور تلك الأيام والأعوام بدأت تتكاثر تلك الوسائل وكل عامٍ يضيف للأعوام التي سبقته وسيلةً مخالفةً لجميع الوسائل الماضية .. ” السناب شات ” كان له مؤخراً النصيب الأكبر من تلك الوسائل في إستقطاب الشيب والشبان ، المسؤول ، وكذلك المغلوب على أمره .
بل بات الجميع يتخذه منصة لعرض روتين حياته اليومي مفصلاً للجميع ، في منحى غريب بعض الشيء .

فحين أذهب لمكان ما أرى نفسي ومن حولي ومع تفاوت أعمارهم ، وتعدد مناصبهم نشاهد ” السناب شات ” حاضراً وبقوة فارضاً على الجميع سلطته من دون حياءٍ ولا إستحياء ولا محافظة على جزء ولو بسيط من الخصوصية الفردية .

ومع تعدد الأماكن والصور لكن الواقع واحد لايتبدل !! فهذا الشيخ الكبير يوثق بسنابه ، وعلى الجالة الأخرى شابٌ يغني على ليلاه بسنابه ، وبين هذا وذاك مسؤولٌ يتحدى الجميع واثقاً من شخصيته متباهيًا عليهم .
وكأن العالم أجمع لا يستطيع العيش من دونه .

عدة أسألة راودتني حيال هذا الموضوع :-

* هل وصلنا إلى هذه الدرجة من السخافة ؟!
* هل شيبنا وشباننا انجرفوا إلى هذا الفكر الدخيل والغريب ؟!
* هل الجميع يبدي إرتياحه لتلك الوسائل ؟!
* هل هي بالفعل منصة للإرتقاء إلى الشهرة ؟!
وإن كانت بالفعل منصة لذلك ؟! هل نحسن إستخدامها ونظهر أمام الجميع بمظهر لائق أم لا ؟!

مخرج

ما يسمى بالسناب شات وغيره الكثير من وسائل التقنية الحديثة ثقافة جديدة على مجتمعنا فأحسنوا إستخدامها فيما يليق بكيانكم ومبادئكم وقبلها دينكم .

سعيد العلكمي>

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com