فراغ إداري
عدد من جامعاتنا تعاني الفراغ الإداري لعدم وجود مدير لها يمنحها القوة الأدائية، وهناك عدد من أنديتنا الأدبية انتهت ولاية مجالس إداراتها وتمر بحالة انعدام وزن، ومجالسنا البلدية انحلت ببدء العملية الانتخابية، وبالتالي تربع المجلس السابق على فراش الفراغ وكبّر الوسادة.
المنتج المستقبلي كصرح جامعي لا يحتمل مغادرة المدير قبل تعيين مدير جديد، والأندية الأدبية لا تحتمل مناوشات سوء إدارة العملية الانتخابية، وزاد الطين بلة انتهاء الفترة القانونية لعدد من المجالس دون أن تحرك الوزارة ساكنا؛ فلا المجالس المنتهية ولايتها تحق لها ممارسة العمل، ولا أعضاء الجمعيات يستطيعون المطالبة بعقد جمعياتهم لاختيار مجالس جديدة، ولا التكليف كمسكّن مرحلي كافٍ. فيما يتعلق بالمجالس البلدية فقد اكتشفت الوزارة -فجأة- أن الدورة الأولى انتهت؛ مما أجبرهم على تأجيل الانتخابات سنتين، وأتت الفترة الانتخابية الحالية لتكشف الثقوب والعيوب والوضع برمته، مما انعكس على ثقة الناخب ومحدودية قناعاته.
ملف جامعاتنا التي غابت عن التصنيف العالمي شائك، وبعض العمداء استغل هذا الفراغ بفرد عضلاته وسن قوانين وقرارات ما أنزل الله بها من سلطان، ومنهم من سعى إلى تغيير مسمى شهادة خريجي كليته؛ ليرفع نسبة العاطلين دون رادع، ومنهم من أخذته العزة بالإثم فدخل في “معمعة” الخلل الأدائي عنوة!
في الغرب، كنموذج انتخابي تتم العملية الانتخابية وإعلان الرئيس الجديد قبل انتهاء الفترة بشهرين؛ بمعنى أن يسلم الرئيس المنتهية رئاسته الكرسي للرئيس الجديد في توقيت تزامني مثالي، وهذا ما كنا ننتظره من الدورات الانتخابية في الأندية الأدبية، والغرف التجارية والمجالس البلدية تلافيا لحدوث فراغ مربك.
يستغله البعض لسكب حبر قراراته الارتجالية على أديم الوطن بفردية تسير بالعرض في شارع الحياة، وأعلى ما في خيل الزعلان يركبه.
صالح الحمادي
>