ما ستقرؤون بين الأقواس هذه رسالة أحد الضحايا لهذه الآفة نشرها عبر حسابه أمام الملأ ، وليتضح كل شيء أخترت لكم رسالة أحدهم لصديقه أنموذجا لهذه التوجهات ، فبالمثال يتضح المقال ، قال هذا المتعلق في هذه الرسالة :
((سوف أتحدث عن شخص أخذ مكان كبير بقلبي ، مهما يفعل سأبقى محبا له ، أتمنى أن يكون دائما معي وبقربي ، أحب صوته وكلامه وضحكته ، أحب كل شيء فيه ، هو أقرب شخص لي فهو يعرف كل شيء يخصني ، لا أخفي عنه شيء ، وحينما أخفي عليه شيء يشعر بذلك ، فهو يفهم تصرفاتي ، وطريقة كلامي ، ويعرف مزاجي من خلال صوتي ، يغضب علي وكل مرة يتراجع ويقول انا مستحيل أن أغضب منك ، لكني أريدك أن تهتم بنفسك لأنه هناك أناس يخافون عليك كثيرا ، تعلقت فيه كثيرا ، وتغافلت عن غلطاته كثيرا ، لأنني أريده معي طيلة العمر وليس عدة من الأشهر أو السنين، والذي بيننا يستحيل أن يقف على غلطة معينة ، لو تكلمت من الآن لسنين يستحيل أن أصف شعوري تجاهه ، فهو أقرب لي من القلب والروح ، وأخاف عليه أكثر مما أخاف على نفسي ، لماذا أحيانا تكون نفسيتي سيئة ؟ لأني لم أحدثه اليوم ولم أتصل به ، هو كل شيء جميل في حياتي ، هو بخير فأنا سأكون بخير ، أتمنى أن لا تختفي ضحكته ، لو تكلمت ثم تكلمت من المستحيل أن أصف ولو حتى ربع مشاعري … )) انتهى كلامه .
هناك بعض العلاقات تأخذ منحنى أبعد من الصداقة لأنها تتجه إلى مسار الإهتمام ثم التعلق والإهتمام في كل علاقة هو بداية التعلق .
أنا هنا لست ضد الصداقة ولكن ما أحذر منه هو التعلق المبالغ فيه بالصديق وتكوين علاقة غرامية لا يرضاها الله ورسوله ولا المجتمع ، التعلق في الصداقة أمر مؤسف جدا يستهلك الصداقة ويسلب عمرها الجميل ، ميز الطيبين ولكن لا تتعلق بهم وتحصر سعادتك بينهم فقط ، ما كتبه ذاك الرجل مخجل ومؤسف جدا ولو عرض على طبيب نفسي لأثبت بأنه لابد له من علاج .
التعلق بغير الله من أعظم مفسدات القلوب ، فأعد قراءة السطور ودقق في علاقاتك ولا تهملها ولكن دعك من هذا الإهتمام الذي جانبته أهلك وذويك وجعلته لشخص ربما أنه لديه ماهو أهم منك لا كما ترى أنت أنه أهم وأقرب إنسان لقلبك ، لو كانت علاقة كل زوج بزوجته على هذا النحو لما أحتجنا للمحاكم للفصل بينهم بل لقامة حياتهم على الحب والود والصفاء والنقاء لأنه تواجد بهذه العلاقة كل أدوات الإحساس والإخلاص .
بعضهم أذاقه الله عذاب التعلق فتجده رهينة هذا الوهم الذي صنعه بداخله بأن فلان هو كل أهله وذويه ونسي وتناسى أهله وذويه وأمه وأبيه ، اخطات يا صديقي أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبيك وليس صديقك ثم صديقك ثم صديقك ، إرفع نفسك من هذه المكان وانطلق إلى تغيير ذاتك والتفكير بمستقبلك الذي تهدمه بهذا الفكر الهزيل الضعيف .
يا صديقي من أكثر الاشياء المحبطه للصداقة والتي تنعدم فيها الراحة هو التعلق فلا تضيع وقتك في هذه الغابة المظلمة واستثمر وقتك في ماهو نافع لك ودع عنك هذا الإهتمام الزائف الذي غيب عقلك عن أهلك واسرتك الذين هم أولى بهذه الأحضان العاطفية الدافئة .
عامر هلالي
>
موضوع يستحق الاشاده نسال الله ان يهدي ضال الامه