بقلم/فايع آل مشيرة عسيري
في لُجَة الحدث ظلت الصدمة شاخصة ذهولاً يقودني بين أمواج الخليج المتلاطمة..صرخات المعلق المسرحي ظلت تدندن في المستحيل..
النواخذة..النواخذة..النواخذة بإمتداد البحر والحارات والأزقة والذكريات..كي تسافرعبر تفاصيل البحَارة الذين كدحوا وعانوا حتى بلغو المجد من”37″ عاماً..وبعد تلك الأعوام الخاليات كانت تلك الليلة التي أبكت كل ملامح الدمام الجميلة فكأنها رحلة العودة للمعاناة,والصبر,والألم..
ليلة حاولت التشبث بالتاريخ والجغرافيا,وآخر خيوط النجاة,وجسور الإنقاذ كي تختنق العبرة في حناجر الشرقيين,وهم يوارون أبطالهم ثرى البعد والهجرة نحو إنحاء القامات..؟!
ظلت الليلة مليئة بالسفر والترحال نردد مع سندباد الخليج راشد الماجد هذا وجهك يالمسافر لمَا كانت لي عيون..!!
والأسئلة التي على محيا صديقي أبو سامي الذي قال لا يمكن مشاهدة الإتفاق بعيداً عن الكبار..!!
كأنها بدايات المحبة,ويا نهايات الوله,والأمجاد التي غنَت للحزن
“وأتم بعيد..وأتم بعيد وأتم مثل الحزن..وأتم مثل الحزن..”
ليلة غرق النواخذة,والقلوب تنادي مساءات الرحيل نحو الموج مايساعد ولا الأقدار بتساعد..
مواويل النواخذة تختفي في بكاء اللحظة ,ونداءات الدمام..وآآآآآآآه يا إتفاااق.
ليلة كانت العاصفة أقوى من قلوب العاشقين كلما أشرعت السفن نحو فارس الدهناء الأصيل..
الم يرفع في مدرجات القلوب,والعقول..؟!
في ذاكرة السعوديين يحفظون لصالح خليفة أنه عزف للبحر الشط والمرسى..؟
ويسألون في شوق الم تشاهد الزياني يحمل كأس آسيا..؟!
عذراً فالإتفاق لايبحر دون عشاَّق بل مغرمون.؟!
نعم عصفت به أزمنة القهر في ليلة الأهلي كان الأتفاق قد فاق ولكنها
إفاقات ما قبل الرحيل..؟!
عيون كثيرة متسمَرة وأخرى أنزوت للظلام كي تمنح المجهول فرصة للبكاء؟!
للإتفاق خطوات كتبتها الأجيال على كل ملامح المدينة الحالمة الدمام..
كيف لانقف..؟!
كي يعود فارس الشرق..؟
للإبحار مجدداً بين الكبارلأنه بحق وجه الكرة السعودية الجميل,وإن إختلفت الميول..
ليلة بكل تفاصيل الحكاية كتمها الربان الدوسري
فهل بقي للصبر حدود..؟!
تأسرني دموع الراحلين من قدامى الإتفاق لدرجة بأني أشفق على قلوبهم التي ظلت سنيناً طويلة تنبض وحناجر تنفث المزمار الخليجي بوحاً يتجاذبه الصيادين..
فالدمام بملامحها الخليجية المتسامحة تناديك إتفاقاً يحنو للشاي الثقيل في إحدى مقاهيها الشعبية..يتوشحون الإتفاق موروثاً,وثقافةً..بل يستلهمون كل جزيئات الحب الذي يجعلهم يتفقون أن الإتفاق في كل حياتهم اليومية شوقاً ولحناً وأغنيةً يتجادلون حولها السمَار,والقصص التي يحتسيها الهائمون..
الإتفاق ليس مجرد كرة قدم يا سادة..؟!
الأتفاق أختزال تاريخي وإرث إنساني عظيم..؟!
أسألوا كل من عرف الدمام والبحر عن الإتفاق والإتفاق فقط..؟!
الإتفاق يجب أن يكون في الأضواء حتى وإن اقتحمنا أروقة الأستاذ أحمد عيد..
وقذفنا الشباب والإتحاد والأهلي..وإن لعب مباراته الأولى في دوري ركاء..؟!
ومضة:
وصبري صبربحَارة
بغوا في اليم محَارة
غشاهم موج غشاهم موج
كانوا من الغضب أغضب
وكانوا للهلاك أقرب
لولا كثروا التسبيح>