صحيفة عسير _ احمد شيبان:
دشن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك خالد الخيرية، ومعالي الدكتور مفرج بن سعد الحقباني وزير العمل رئيس مجلس إدارة صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف”، في مقر مؤسسة الملك خالد الخيرية بمدينة الرياض؛ برنامج “شبابنا مستقبلنا” ، والذي يهدف إلى تأهيل وتطوير الشباب والشابات السعوديين لدخول سوق العمل، عبر التمويل والإشراف على عدد من البرامج التي تنفذها منظمات محلية تستهدف فئة الشباب من الجنسين ، بحضور عدد من المعنيين وقيادات المنظمات غير الربحية ومسؤولي مؤسسة الملك خالد وصندوق تنمية الموارد البشرية وجمع من وسائل الإعلام.
وبدأ حفل تدشين البرنامج بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم شاهد الحضور عرضاً مرئياً حول الشراكة الاستراتيجية التي جمعت مؤسسة الملك خالد الخيرية بصندوق تنمية الموارد البشرية، واهتمامهما بدور الشباب الحيوي من الجنسين في بناء المجتمع، وسعيهما إلى إيجاد سبل لمعالجة البطالة التي تعد من أهم التحديات التي تواجهها المملكة وخاصة ضمن فئة الشباب ذكوراً وإناثاً.
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك خالد الخيرية، كلمة خلال الحفل قال فيها: (يطيب لي أن أرحب بكم في هذا اليوم الذي نحتفل فيه بانطلاق الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسة الملك خالد الخيرية، وصندوق تنمية الموارد البشرية، من خلال برنامج وطني مُبتكر، هو: “شبابنا مستقبلنا”، الذي يعكس في عنوانه أحد أهم ركائز تنمية المجتمعات وتقدّم الدول، وهم الشباب، حيث نتطلع أن يكون بوابةً للتعاون المثمر بين المؤسسة وصندوق تنمية الموارد البشرية، في ظل الاهتمام والرعاية من قبل حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (يحفظه الله).
وأضاف سموه تأسست مؤسسة الملك خالد الخيرية رسمياً قبل أكثر من أربعة عشر عاماً، مُستلهمة القيم الإنسانية، والأبعاد الوطنية، التي تجلت في شخصية وحياة الملك خالد بن عبد العزيز يرحمه الله، والتي ترتكز على رؤية شاملة لصناعة الإنسان وبناء العمران وفق منهج رشيد، وفي إطار رسالة سامية، تأخذ بعين الاعتبار دعم كل الجهود والمبادرات والمشاريع، التي تسهم في تنمية المجتمع السعودي، وتمكين أفراده.
هذه الرؤية الشاملة تستهدف كل شرائح المجتمع وفئاته، وخاصةً فئة الشباب، كونها المحرك الفعلي لأي اقتصاد، والقاعدة العريضة لأي مجتمع، والسواعد الحقيقية للبناء الحضاري، والعطاء الإنساني. في ضوء ما سبق؛ جاءت هذه الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسة الملك خالد وصندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، لإطلاق البرنامج الوطني: “شبابنا مستقبلنا”، الذي ينطوي تحت مظلته في المرحلة الأولى ست اتفاقيات لتمويل مشروعات شبابية، فهذا البرنامج يهدف إلى دعم وتفعيل دور الشباب والشابات السعوديين في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وفي ختام كلمته ثـمّن سو أمير عسير كل الجهود الوطنية المخلصة التي تعمل على التنمية المستدامة لهذا البلد العزيز، وخاصةً جهود وزارة العمل الموقرة. خاصاً بالشكر معالي وزير العمل الدكتور مفرّج بن سعد الحقباني على جهوده الوطنية المثمرة في خدمة أبناء وبنات المملكة، وسعادة مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية الأستاذ إبراهيم بن فهد آل معيقل على متابعته الفاعلة لتفاصيل هذه الشراكة، كما شكر الجميع حضورهم الكريم، ومشاركتنا في إطلاق هذا البرنامج الحيوي، داعياً سموه المولى عز وجل أن يكتب للجميع التوفيق، والسداد لما فيه خير وعز ومجد لهذا الوطن الغالي.
من جهته، ألقى معالي الدكتور مفرج بن سعد الحقباني وزير العمل رئيس مجلس إدارة صندوق تنمية الموارد البشرية، كلمة أكد فيها (إنّ الدورَ الرائدَ الذي تقومُ به مؤسسةُ الملك خالد الخيرية في العمل الإنساني والتنموي بالمملكة، يعدُ نموذجاً فريداً لابتكار حلول فاعلة لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، تتمثل في عقدِ شراكات مع مختلف منظمات العملِ الخاصِ والعامِ على السواء داخل المملكة وخارجها لدعم المبادرات التنموية، والعمل على إيجاد الحلول المستدامة لمختلف التحديات. وأضاف إن الوطنَ الذي يعيشُ فينا جميعاً كان المحركَ الفاعلَ للشراكة الاستراتيجية بين منظومة العمل ممثلة في صندوق تنمية الموارد البشرية، ومؤسسةُ الملك خالد الخيرية، وتوقيع اتفاقية برنامج “شبابنا مستقبلنا”، هذا البرنامج الطموح الذي نسعى من خلاله لتطوير وتأهيل الشباب السعودي من الجنسين، لكي يكونوا عماد سوق العمل السعودي في المستقبل القريب.
عقب ذلك، شاهد الحضور عرضاً مرئياً آخر يحوي تعريفاً بالمؤسسات الست الممولة خلال العام الأول من البرنامج والمشاريع التي ستقوم بتنفيذها.
ثم جرت مراسم توقيع اتفاقيات برنامج “شبابنا مستقبلنا” بين مؤسسة الملك خالد الخيرية ومسؤولي الجهات الست الفائزة بمنح العام الأول من البرنامج، حيث جاءت على النحو التالي:
1- جامعة الأعمال والتكنولوجيا: وهي جامعة أهلية مقرها مدينة جدة، وتقدم برامج تعليم عالي بجودة فائقة تلبي احتياجات سوق العمل، وستقوم الجامعة بتنفيذ “برنامج أساسيات سوق العمل”، الذي يستهدف تدريب شباب وشابات من عمر 18 -27 سنة من خريجي الثانوية العامة من ذوي الدخل المحدود الذين لم تتح لهم فرص العمل في القطاع العام أو الخاص على المهارات الأساسية المطلوبة لسوق العمل وهي اللغة الانجليزية ومبادئ الادارة ومبادئ الدعاية والاعلان، وذلك في مدينة جدة لمدة ستة أشهر، إضافة إلى متابعة الشباب والشابات بعد 3 أشهر من التوظيف.
2- مؤسسة غدن للاستشارات التربوية والتعليمية: ومقرها مدينة جدة، وتعمل على تفعيل أدوار الشباب بالخدمة المجتمعية عبر تطوير المهارات وبناء القدرات وتهيئة البيئة المجتمعية لتكون بيئة جاذبة للعمل التطوعي والمتطوعين، وستنفّذ مشروع “الخدمة المجتمعية وبناء المهارات” التي تستهدف مجموعة من الشباب والشابات في الرياض وجدة والمنطقة الشرقية ومنطقة عسير، وتحتوي على مسارين رئيسيين هما برنامج أيامن وهو برنامج يهتم بالمهارات القيادية والحياتية والمهارات المجتمعية التي تؤهل المشاركين لتقديم برامج نوعية لمجتمعه ووطنه، والمسار الثاني هو برنامج (أيامن بلس) والذي يهتم بالمهارات القيادية والحياتية والمجتمعية، إضافة إلى زيادة الوعي والإدراك لمفاهيم الريادة الاجتماعية والاستدامة المالية، إضافة إلى متابعة المشروعات الريادية المجتمعية التي تم تنفيذها وذلك لمدة 6 أشهر.
3- معهد صناعة التدريب العالي النسائي للتدريب: انطلق عمل المعهد العام 1408هـ في جدة بالتدريب على البرامج الخاصة بعلوم الحاسب واللغة الإنجليزية، واتجه في الأعوام السبعة الأخيرة الى العمل على برامج التدريب المنتهي بالتوظيف، وسجل بصمة ناجحة متميزة في كل مناطق المملكة، وسينفذ المعهد مشروعاً بعنوان “منهجية تعزيز التوظيف في القطاع الخاص”، وتتلخص فكرة المشروع في تدريب وتوظيف عدد من الشابات في وظائف تصنف في إطار الوظائف العليا والوسطى في الهرم الوظيفي، والمشاركة بلقاءات وفعاليات متنوّعة تراعي من خلالها احتياج الشابّات ومنحهن فرصة المشاركة في رسم خطتهن الحياتية لما لهذا الأمر من أثر ايجابي في تحقيق الاستقرار الوظيفي.
4- جمعية ماجد للتنمية المجتمعية: تأسست في العام 1998م، في مدينة جدة، وتهدف إلى تحقيق تنمية مجتمعية انطلاقاً من تلمس احتياجات المجتمع المحلي، وتسعى إلى تطوير واستحداث البرامج التنموية المناسبة، وستنفذ الجمعية “برنامج كوادر” حيث ستقوم بتدريب مجموعة من الشابات بمناهج تدريبية متخصصة بسلوكيات وأخلاقيات العمل، وتوظيفهن من خلال العمل بمسارَي البرنامج وهما التدريب على رأس العمل، والتدريب المنتهي بالتوظيف، إضافة إلى متابعتهن بعد 3 أشهر من التوظيف. كما ستساهم الجمعية في نشر ثقافة العمل التطوعي عبر إلحاق مايقارب 30% من المستفيدات بدورة “متطوّع متمكّن” وربطهن بالفرص التطوّعية لدى برنامج تطوّع بجمعية ماجد للتنمية المجتمعية.
5- جمعية مودة الخيرية: وهي جمعية تنموية متخصصة تعنى باستقرار الأسرة السعودية وصحتها، وتهدف إلى الحد من نسب الطلاق في المجتمع السعودي ومعالجة آثاره الخطيرة على الفرد والمجتمع، وستقوم الجمعية بتنفيذ برنامج تحت عنوان “انطلاقة للتأهيل لسوق العمل”، ويهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة لمستفيدات الجمعية من خلال تدريب وتأهيل شابات من فئة المطلقات والمعلقات والمهجورات وبناتهن غير المتزوجات من ذوات الدخل المحدود لإكسابهن المهارات الإدارية والمهنية واللغة الإنجليزية، حيث سيتم تدريبهن على مجالات إدارية مطلوبة في سوق العمل، بما يصقل قدراتهن للالتحاق بالفرص الوظيفية المناسبة وإدماجهن في عجلة التنمية المستدامة، إضافة إلى متابعتهن بعد 3 أشهر من التوظيف.
6- جمعية النهضة النسائية الخيرية: تعد الجمعية من أوائل الجمعيات في المملكة العربية السعودية، حيث تأسست في عام 1962م، وتهدف إلى أن تكون المرأة شريكاً فاعلاً في تنمية المجتمع السعودي، وتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً من خلال الدعم المادي والتدريب وخدمات التوظيف، وستنفذ الجمعية مشروعاً لتوظيف الباحثات عن عمل في مدينة الرياض، حيث يستهدف المشروع تأهيل مجموعة من الطالبات والباحثات عن عمل على المهارات المطلوبة في سوق العمل، وصقل بعض منهن خلال التدريب التعاوني التي تعتزم تنفيذه، إضافة إلى توظيفهن في القطاع الخاص ومتابعتهن بعد 3 أشهر من التوظيف.
وفي نهاية الحفل، وبعد انتهاء مراسم توقيع الاتفاقيات التقطت الصور التذكارية للجمعيات الست الممولة مع راعي الحفل ومسؤولي مؤسسة الملك خالد الخيرية وصندوق تنمية الموارد البشرية.
يذكر أن برنامج “شبابنا مستقبلنا” جاء نتيجة شراكة استراتيجية بين مؤسسة الملك خالد الخيرية وصندوق تنمية الموارد البشرية تهدف إلى تعزيز دور الشباب والشابات في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال تعزيز وتنمية مهاراتهم وخبراتهم للمشاركة في العمل الإنتاجي على المستوى الوطني، وزيادة فرص العمل للشباب والشابات السعوديين للالتحاق بالأنشطة الاقتصادية، من خلال إدارة مبادرات ومشاريع تعزز دور الشباب والشابات في النشاط الاقتصادي والاجتماعي.
وقد جاء إطلاق البرنامج بالشراكة بين مؤسسة الملك خالد وصندوق تنمية الموارد البشرية ليسهم في معالجة البطالة في المملكة وخصوصاً بين فئة الشباب، حيث يشير التقرير السنوي لمصلحة الإحصاءات العامة السعودية لعام 2014م، إلى إن لدى المملكة نسباً مرتفعة في البطالة وخاصة ضمن فئة الشباب ذكورًا وإناثَا (18-35 سنة)، حيث إن معدل العاطلين عن العمل من السعوديين يبلغ 11,7%
وتنبع أهمية البرنامج من كونه يعمل على معالجة التحديات التي يواجهها الشباب من الجنسين في الدخول إلى سوق العمل، وتتمثل في افتقارهم للمهارات الحياتية الأساسية والمعرفة اللازمة، وقلة توافر الجهات التي تساندهم في اختيار مساراتهم المهنية والعلمية، وضعف برامج التدريب العملي المقدمة لهم، ونظرة المجتمع لبعض الوظائف المهنية، وضعف آليات جذب الشباب للبرامج الشبابية المتوافرة في المملكة مما يؤدي إلى عدم التزامهم في التدريب أو في مقر العمل، وسيعمل البرنامج على توفير التدريب للشباب من أجل تعزيز قدرتهم على إيجاد الوظائف والاستمرار فيها، وتقديم الدعم والمساندة لهم في مختلف المجالات.
ويستهدف البرنامج إلحاق الشباب والشابات من الفئة العمرية بين 18 – 35 سنة بالأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء المملكة، ويعمل في مجالَين، يتمثل الأول في زيادة التحاق الشباب والشابات بالأنشطة الاقتصادية، بهدف تعزيز دورهم الإنتاجي والاقتصادي، ويتضمن هذا المجال عدداً من الخدمات هي: زيادة قدرات الشباب والشابات على الالتحاق بوظائف من خلال تعزيز المهارات الحياتية والمعرفية وربطهم بفرص عمل تدريبية أو دائمة، وزيادة مشاركة الشباب والشابات في التدريب المهني ودعمهم في إيجاد فرص عمل، ومساندة الشباب والشابات بالإرشاد المهني لاختيار مساراتهم العلمية والعملية.
كما يوفر هذا المجال الفرص للشباب والشابات للتعرف على مسارات مهنية مختلفة من خلال نشاطات متنوعة، وزيادة فرص التدريب العملي لهم من خلال الشراكة مع القطاع الخاص وتبني برامج ونماذج تدريبية وإرشادية، وتوفير مساحة تفاعلية بين الشباب والقطاعات العاملة مع هذه الفئة (القطاع الخاص، القطاع العام والقطاع غير الربحي) بهدف استقطابهم للعمل ونشر المعرفة حول الفرص المتاحة والتطور المهني للوظائف.
أما المجال الثاني فيتمثل في تعزيز دور الشباب والشابات في العمل الاجتماعي، ويهدف إلى تسليط الضوء على أهمية مشاركتهم في تنمية وتطوير المجتمع من خلال العمل الاجتماعي، ويتضمن تعزيز معرفتهم بالقضايا الاجتماعية وكيفية إيجاد حلول لها، بالإضافة إلى تشجيعهم على التطوع وتنفيذ مبادرات اجتماعية تسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وستعمل مؤسسة الملك خالد الخيرية على تحقيق أهداف البرنامج من خلال أربعة محاور هي: دعم المبادرات والمشاريع لتفعيل وتعزيز دور الشباب والشابات في سوق العمل فنياً ومالياً، وتعزيز المعرفة من خلال دعم الدراسات المتعلقة بمشاركة الشباب والشابات بالأنشطة الاقتصادية، وتوفير المساحة لتبادل الخبرات، والاهتمامات، والآراء والمعرفة بين الشركاء والخبراء والشباب والشابات لتعزيز الممارسات الفضلى وتبادل الدروس المستفادة، وإعداد ملخص للسياسات بناء على الأدلة الناتجة من تنفيذ المشاريع.
وفي نهاية الحفل التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة