بين مطرقة القروض وسندان الديون

IMG-20151025-WA0046
الكاتب _ موسى بن سعيد القبيسي:

 

علق غير واحد من أهل الاختصاص والاقتصاد على قرار صندوق التنمية العقاري بشأن القرض المعجل ومباركة تلك الخطوة من وزارة الاسكان وللأسف الشديد فكل تعليقات المحللين الاقتصاديين على هذا القرار سلبية جداً بل ومحذرة بشكل خطير من الولوج إلى هذا القرض.
والحقيقة أنهم مصيبون في تحذيراتهم فمن منا لا يريد السلامة من القروض والنجاة من الديون لكن ماذا تريد من مجتمع تجرع مرارة الانتظار عدد سنين ينتظر الفرج من ذلك الصندوق ثم يفاجأ بمثل هذا القرار الذي يحمل بصيص أمل بمسكن العمر حتى وإن غرق في الديون حتماُ سيوافق على تلك الشروط.
كان الأجدر من وزارة الإسكان وهي تحمل الفرج للمواطنين بالقرض المعجل وتشد الوثاق بفرض رسوم على الأراضي البيضاء لتكف أيادي العابثين أن تبشر المواطنين بمنتجات الوزارة من الوحدات السكنية التي دأبت على العمل فيها منذ بضع سنين.
ليت وزارة الإسكان وهي تفرض رسوماً على الأراضي البيضاء فرضت نظاماً يحمي المجتمع من أولئك الاقطاعيين الذين نهبوا منافع البلاد دهراً وذلك بتحديد أسعار العقار حتى يعود إلى رشده فليس من المعقول أن تكون حفنة من تراب أغلى من جرام ذهب.
بلادنا شاسعة واسعة تكفي لاحتضان أهلها وزيادة فلماذا لا تعود وزارة الشؤون البلدية والقروية إلى منح المواطنين أرضي سكنية وتتعاون مع وزارة الإسكان في وضع بنية تحية للمخططات السكنية لتنتعش حياة الفرد الاقتصادية وتزيد التنمية الاجتماعية.
أصبح رب الأسرة في زماننا هذا يعيش ردحاً من الزمان ليس له همٌ أو غاية سوى تحقيق هدف واحد وهو بناء مسكن لأحفاده حتى ينعموا بالحياة الطيبة دون عناء أو شقاء فهو لم يعد يفكر في نفسه وأولاده لأنه عاش الأزمة ولا يريد أن يورثها لأحفادها كما ورثها لأولاده.
لا تلوموا المواطنين بقبولهم للقرض المعجل فقد باتت حياة المجتمع مليئة بالديون غارقة في أحضان البنوك فمنذ الوهلة الأولى من حياتهم العملية والاجتماعية وهم يستلمون القروض ويسددون الديون والكل يشجع على ذلك ويباركه فعجلة حياتهم دأبت على ذلك فهم ما بين مطرقة القروض وسندان الديون.>

شاهد أيضاً

أهالي “مركز الربوعة وكحلا وتشوية ” يطالبون بتوفير صراف آلي يلبي احتياجاتهم النقدية

صحيفة عسير _ يحيى مشافي ناشد أهالي مركز الربوعة والقرى التابعة له (كحلا -تشوية ) …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com