تطالعنا مواقع التواصل الاجتماعي بنوع خاص من أمهات جدد يتفنن في تصوير بناتهن وعرضهن في تلك المواقع بتقليعات هابطة ودخيلة علينا وعلى مجتمعنا ويطلبن الإعجاب من المتابع!
بهكذا حالة تم الإعجاب ونالت الأم أقصد (صانعة الأجيال) مرادها!
ثم ماذا بعد أيتها الأم الحاضنة؟!
اعلمي يارعاك الله أن ترسيخ مفهوم حب الله تعالى والخوف منه ، واستشعار البنوة الصادقة مذ مرحلة الرشد،
وكذا الاعتزاز بالمنهج الشرعي الصحيح وأخذ مقتطفات لذائذ الجنة من منابعها الصحيحة، هي غراسك في الجنة وهي المهد الراسخ لك بل هي حبلك المتين أمام الله في يوم يكون عذاب الله فيه عظيم!
اعلمي أيتها الأم أننا أحوج مانبتغي فيه في ساعتنا هذه لأم غنّاء فيها لذائذ الإيمان وبها القيم تتسامق ومنها الفواح يتهادى ألقاً وحبوراً!
لسنا أحبتي في ساعتنا هذه مغرمون بأم تتفنن في جلب أنواع المفاتن في بيتها!
ولأم تتلهف لثكنات الدول المنفتحة وتجلب منها مايقتل ويشتت بناءبيتها!
ولأم هي في بيتها لكنها بجسد دون روح!
ولأم تعيش لنفسها فقط ولا تراقب أبناءها ولابناتها من أي فعل أو تجاوز يفعلونه!
ثم تجد على الطرف الآخر أب هو كالمتاع الزائد لايهمه من ضل ولا يعرف متى ضل!
إنّ واقع الحال الذي نعيشه وتعيشه فتياتنا مغالطات يندى لها الجبين ، وهجوم صامت كأشبه مايكون بالمرض الفتاك حيث يسري على العقول فيجعلها عالقة في أزقة الجهل كالمتاع المتهالك ، ولا حول لنا ولاقوة إلاّبالله.
إن سيرة النمو المرادف لتلك التربية العبثية وماسوف يصاحبها من خلل على الأم الجديدة أقصد غير الجديرة بل وعلى مستوى الأسرة ، سيتزامن معه فطرياً شيئ من العثرات التي سوف تصل إلى المجتمع بأسره ، وبعدها لن تنفع المعالجات ولو كثرت!
إن هذه السلوكيات غير المألوفة هي من أرباب من سبقونا ثم هوت هويتهم وأصبحوا مضرباً للمثل ليس في التحضر البناء ولكن وياللأسف في هبوط المجتمع بجميع أركانه القويمة والمشاهد حولنا تنم بالواقعية.
أحبتي الكرام إنّ أمهاتنا الجدد تقع مسئولية أمومتهن على الأب الحاضن ثم على الأم المرضعة ، حيث كان مهدهما نقياً صافياً لم يتعرض مشربهما لذلك التواتر من الفضائيات ، وتكالب الأمم!
إنّ الأب في هذا الزمن هو المدرسة المحورية والذي يحوي بفقهه فهم تداعيات تلك الهجمات القاتلة من تلك المواقع بل ومن تلك الأمم ، وليدرك القارىء العزيز إننا إن لم نأخذ على أيدي أمهاتنا الجدد ، هلكوا وهلكنا جميعاً!
والله المستعان
عبدالله آل قراش>