النماص- نورة الشهري : حين تكون المعاناة ظاهرة على أطفال أبرياء ونساء حائرات بين مطرقة ظلم البراميل المتفجرة وسندان الشتاء القارس فلاتسأل عن حجم الألم والقسوة ، وقد ظهرت تلك الملامح المرتجفة لأطفال سوريا تحت ثلج الشتاء في المخيمات بالمملكة الأردنية ، وتأتي تلك اليد الحانية بالغذاء والدواء واللباس وإن لم يسد الحاجة ، حينها لم يملك الشاعر الأستاذ أحمد الزيداني إلا أن يعبر عن هذه اللقطات المؤلمة بأبيات من الشعر ليعاتب فيها من يجحد النعمة بعدم شكرها والإسراف فيها
وقد عنون لها ب " دفئوني " .
يبكي فؤادي والعيون شواهدُ يامن أشاحوا بالوجوه وجاحدوا
ما لي وللدنيا إذا أطفالنا يبكون جوعا لا مغيث ولا يدُ
في الشام في اليمن السعيد وبورما في القدس في الصومال أين العائدُ
للطفل أناتٌ يرددها الأسى يارب من أشكو لهُ وأناشدُ
فلتدفئوني أو تعالوا وادفنوا جسدي وعودوا للأنا وتراقدوا
يا أمة المليار ما هذا الأنا طال التخاذل واستبد الحاقدُ
يا دمعة حرّى سحائب مقلة من حرة ثكلى وأين الرافدُ
نبكي كما تبكي التماسيح التي من دون أدمعها الحديد الصائدُ
يا قوم إني ناصحٌ فلتحذروا جودوا بمال الله لا تتباعدوا
ولتنصروا إخوانكم ، من قلةٍ لن يهزموا والله حيٌّ واحدُ
يكفي هياطاً لا تفاخر بيننا إن التقي هو الكريم الماجدُ
يا أيها العقلاء إنا دوحةٌ من حولها أذكى العداوةَ حاسدُ
شعر / أحمد الزيداني – النماص
رئيس شعبة اللغة العربية بتعليم النماص
>