صحيفة عسير – محمد الفلقي – هاشم الاسمري :
تشتهر محافظة محايل عسير، بما تقدمه لزائريها من أكلات شعبية قل نظيرها في باقي مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية، فلا يمكن أن يغادر الزائر لهذه المحافظة دون أن يتلذذ بمذاق الحنيذ المحايلي
ويتفنن بعض طاهي الحنيذ في طبخ الذبائح على طريقتهم الخاصة، حتى أصبحالحنيذ المحايلي رفيقاً دائما لموائد المنطقة، ويبدأ الطباخون في إعداد أطباقهم باكراً، فيختارون المواشي من السوق، حيث يحرصون على شراء الرؤوس الصغيرة من الغنم البلدي فقط، و يجمع عدد من الطباخين الشعبيين الحطب من أجود أنواع شجر القرض الذي يكثر في جبال ووديان محايل، فحطبها سريع الاشتعال و لهبه كثيف، ما يمنح الحنيذ نكهة مميزة.
وتشعل النيران في التنورالكبير أو الموافي بعد جمع أكوام الحطب، و تجهز التنانير عبر ملئها بالفحم مع أحجار الصوان التي تسرع أستواء اللحم، و تدخل هذه الذبائح في التنور على مرأى من الزبائن، عقب تغطيتها بأشجار المرخ والغلف، وهي أشجار طبيعية في المنطقة، وتضفي طعماً خاصاً على الحنيذ المحايلي، و في النهاية يدفن بعض العمال المدربون الحنيذ في التراب، بعد تغطيته بإحكام لحمايته من دخول الأتربة، و خلال أقل من ساعة، يزيح العمال الغطاء لاستخراج اللحوم المحنوذة، فيخرج الحنيذ ممزوجا برائحة الأشجار العطرية، و التي تمنحه مذاقاً جميلاً.
>